ولكنّا إذا متنا بعثنا |
|
ونسأل بعدها عن كلّ شيّ |
قال الزمخشري : إن قال قائل (١) : «كل وجميع» بمعنى واحد فكيف جعل جميعا خبرا ل «كلّ» حيث أدخل اللام عليه إذ التقدير وإن كل لجميع؟ نقول معنى «جميع» مجموع ومعنى «كل» أي كل فرد مجموع مع الآخر مضموم إليه ويمكن أن يقال : «محضرون» يعني (٢) كما (٣) ذكره وذلك لأنه لو قال : وإن جميع لجميع محضرون لكان كلاما صحيحا. قال ابن الخطيب : ولم يوجد ما ذكره من الجواب بل الصحيح أنّ محضرون كالصفة للجمع فكأنه قال جميع جميع (٤) محضرون كما نقول : الرجل رجل عالم والنبيّ نبيّ مرسل. والواو في (وَإِنْ كُلٌّ) يعطف على الحكاية كأنه يقول : بيّنت لك ما ذكرت وأبين أن كلّا لدينا محضرون (٥).
قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٣٥) سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)(٣٦)
قوله : «وآية» خبر مقدم و «لهم» صفتها أو متعلقة «بآية» ؛ لأنها (بمعنى) (٦) علامة. و «الأرض» مبتدأ (٧). وتقدم تخفيف «الميتة» وتشديدها (٨) في أول (آل) (٩) عمران (١٠).
ومنع أبو حيان أن يكون «لهم» صفة لآية ولم يبين (١١) وجهه ولا وجه له وأعرب أبو البقاء «آية» مبتدأ و «لهم» الخبر و «الأرض الميتة» مبتدأ وصفته و «أحييناها» خبره ، والجملة مفسرة «لآية» (١٢).
__________________
(١) الكشاف ٣ / ٣٢١.
(٢) في «ب» يغني.
(٣) في «ب» عما ذكره.
(٤) كذا هنا جمع جميع وفي الرازي : جميع جميع.
(٥) السابق.
(٦) سقط من «ب».
(٧) مشكل إعراب القرآن لمكي ٢ / ٢٢٦ وإعراب النحاس ٣ / ٣٩٣ والتبيان ١٠٨٢. وما ذكره أعلى من كون «آية» خبرا مقدما والأرض مبتدأ مؤخرا هو قول أبي حيان في البحر ٧ / ٣٣٤ والسمين في الدر ٤ / ٥١٤.
(٨) فقد شدد أبو جعفر ونافع وخفف الباقون. السبعة ٢٠٣ والإتحاف ٣٦٤.
(٩) سقطت من «ب».
(١٠) عند قوله : «وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ». وقال هناك إنها بمعنى المشدد والمخفف وظن البعض أنّ المخفف يطلق على من مات والمشدد يطلق عليه وعلى من لم يمت.
انظر : اللباب ١ / ٣٥٠ ب.
(١١) البحر المحيط ٧ / ٣٣٤.
(١٢) التبيان ١٠٨٢.