بكسر الظاء والألف جمع ظلّة أيضا كحلّة وحلال وبرمة وبرام أو جمع «فعلة» بالكسر إذ يقال : ظلّة وظلّة بالضم والكسر ، كلقحة ولقاح إلّا أن فعالا لا ينقاس فيها (١) أو جمع «فعل» نحو : ذئب وذئاب وريح ورياح (٢).
فصل
الأرائك هي السرر في الحجال واحدها أريكة. قال ثعلب : لا تكون أريكة (جمع) (٣) حتى يكون عليها حجلة. «متكئون» ذو (و) (٤) اتّكاء (٥). وهو إشارة إلى الفراغ. وقوله (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ) إشارة إلى عدم الوحشة (لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) إشارة إلى دفع جميع حوائجهم. وقوله : (لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ) إشارة إلى أن لا جوع هناك لأن التفكه لا يكون لدفع ألم الجوع (٦).
قوله : (وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) في «ما» هذه ثلاثة أوجه : موصولة اسمية (أو) نكرة موصوفة والعائد على هذين محذوف (أو) مصدرية (٧). و «ويدّعون» مضارع ادّعى افتعل من دعا يدعو ؛ وأشرب (٨) التمني (٩). قال أبو عبيدة : العرب تقول : «ادّع عليّ ما شئت» أي تمنّ ، و «فلان في خير ما يدّعي» أي ما يتمنى (١٠) ، وقال الزجاج : هو من الدعاء أي ما يدعونه أهل الجنة يأتيهم (١١) ، من : دعوت غلامي. فيكون (١٢) الافتعال بمعنى الفعل كالاحتمال بمعنى الحمل والارتحال بمعنى الرحل. وقيل : افتعل بمعنى تفاعل أي ما يتداعونه كقولهم : ارتموا (١٣) وتراموا ، و «ما» مبتدأ (١٤) وفي خبرها وجهان :
__________________
(١) أي في فعلة.
(٢) انظر : البحر المحيط ٧ / ٣٤٢ والكشف لمكي ٢ / ٢١٩ ، والدر المصون ٤ / ٥٢٧ وحجة ابن خالويه ٢٩٩ الذي قال : «وحجة من قال بكسر الظاء أنه جعله جمع ظل وهو ما ستر من الشمس في أول النهار إلى وقت الزوال».
(٣) سقط من نسخة ب.
(٤) بالإفراد في ب.
(٥) وانظر : اللسان «أرك» ومعالم التنزيل للبغوي والفخر الرازي. اللسان ٦٥ ، والبغوي ٧ / ١٢ والرازي ٢٦ / ٩٣.
(٦) السابق أخيرا.
(٧) السمين في الدر ٤ / ٥٢٧ والتبيان ١٠٨٥ والبيان ٢ / ٣٠٠ والمشكل ٢ / ٢٣٠ وما بين الأقواس زيادات للسياق.
(٨) في ب وأثرت لحن ظاهر.
(٩) انظر : اللسان دعا ١٣٨٧.
(١٠) انظر : مجاز القرآن ٢ / ١٦٤.
(١١) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٩٢ ووافقه الزمخشري في الكشاف ٣ / ٣٢٧.
(١٢) قاله الرازي ٢٦ / ٩٣.
(١٣) هذا قول الزمخشري في كشافه ٣ / ٣٢٧.
(١٤) المشكل ٢ / ٢٣٠ والتبيان ١٠٨٥ والبيان ٢ / ٣٠٠.