مجازا جعله مستبقا لا مستبقا إليه ويضمن استبقوا معنى بادروا وإما على حذف الجار أي إلى الصراط (١). وقال الزمخشري : منصوب على الظرف (٢) ، وهو ماش على قول ابن الطراوة (٣) فإن الصراط والطريق ونحوهما ليست عنده مختصة (٤) إلا أن سيبويه على أن قوله :
٤١٨٤ ـ لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه |
|
فيه كما عسل الطّريق الثّعلب (٥) |
ضرورة لنصبه الطريق.
وقرأ أبو بكر مكاناتهم (٦) جمعا ، وتقدم في (٧) الأنعام. والعامة على «مضيّا» بضم الميم وهو مصدر على فعول أصله مضوي (٨) فأدغم وكسر ما قبل الياء ليصبح نحو : «لقيّا» (٩). وقرأ أبو حيوة ورويت عن الكسائيّ مضيّا (أي) (١٠) بكسر الميم إتباعا لحركة العين (١١) نحو (عتياوصليا) [مريم : ٦٩ ـ ٧٠] ، وقرىء بفتحها وهو من المصادر التي وردت على فعيل كالرّسيم والزّميل (١٢).
__________________
(١) ذكر هذه الأقوال الكشاف ٣ / ٣٢٨ والبحر ٧ / ٣٤٤ والسمين في الدر المصون ٤ / ٥٣١ وذكر القول الأول النحاس في الإعراب ٤ / ٤٠٣.
(٢) الكشاف ٣ / ٣٢٨.
(٣) أبو الحسن سليمان بن محمد سمع من الأعلم الكتاب كانت له آراء وانفرد بمسائل مخالفة عن العلماء انظر : نشأة النحو للمرحوم الشيخ الطنطاوي ١٩٦.
(٤) نقلها عنه أبو حيان في البحر ٧ / ٣٤٤.
(٥) من تمام الكامل وهو لساعدة بن جؤيّة ويروى «لذّ» بدل لدن واللدن اللّين الناعم والعسلان : سير سريع في اضطراب وهو يشبّه نفسه في السرعة والمهارة في استخدام الرمح بسير الثعلب والشاهد : «عسل الطريق» فإنه منصوب على نزع الخافض لا على الظرف عند سيبويه. قال سيبويه : «وقد قال بعضهم ذهبت الشام يشبهه بالمبهم. وهو شاذ لأنه ليس في مذهبه دليل على الشام». قال : «ومثل ذلك قول ساعدة» وأنشد البيت انظر : الكتاب ١ / ٣٥ و ٣٦ و ٢١٤ والهذليّين ١ / ١٩٠ ، والكامل ١ / ٣٦٩ ، واللسان عسل والبحر ٧ / ٣٤٤ والخصائص ٣ / ٣١٩ والتصريح ١ / ٣١٢ والمغني ١١ و ٥٢٥ و ٥٧٦ ، والهمع ١ / ٢٠٠ و ٢ / ٨١ والأشموني ٢ / ٩١ و ٩٧ والشجري ١ / ٤٢ و ٢ / ٢٤٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٧ و ٨٨٥.
(٦) من المتواتر وهي رواية أبي بكر عن عاصم. انظر : إتحاف فضلاء البشر ٣٦٦ والسبعة ٥٤٢ والدر المصون ٤ / ٥٣٢ والكشاف ٣ / ٣٢٩. والمكانة والمكان بمعنى.
(٧) يقصد قوله : «قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» الآية ٢٣٥ منها. فقرأ أبو بكر عن عاصم مكاناتكم وكذلك قرأ الحسن جمعا. وقال هناك : إن الميم من «مكانة» إما أن تكون أصلية وإما أن تكون زائدة أصلية في مكن يمكن وزائدة من الكون. انظر : اللباب ٣ / ٢١٧.
(٨) فقد اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون الأصلي فقلبت الواو ياء ثم أدغمتا في بعضهما.
(٩) كانت لقوي.
(١٠) زيادة لا معنى لها من أ.
(١١) أوردها أبو حيان في البحر ٧ / ٣٤٤ والسمين في الدر ٤ / ٥٣٢.
(١٢) المرجعان السابقان فتكون «مضيّا» فيها لغات وقراءات ثلاث مضيّا ومضيّا ومضيّا.