ينسبونه إلى الشعر عند الكلام خص الشعر بنفس التعليم (١).
قوله : (إِنْ هُوَ) أي (إن) (٢) القرآن ، دل عليه السياق أو إن المعلّم (إِلَّا ذِكْرٌ) يدل عليه: (وَما عَلَّمْناهُ) والضمير في قوله «له» للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقيل : للقرآن (٣).
قوله : (إِلَّا ذِكْرٌ) موعظة (وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) فيه الفرائض والحدود والأحكام (٤).
قوله : «لينذر» قرأ نافع وابن عامر هنا وفي الأحقاف (٥) «لتنذر» خطابا (٦) ، والباقون بالغيبة بخلاف عن البزّي في الأحقاف (٧) ، والغيبة يحتمل أن يكون الضمير فيما للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأن يكون للقرآن (٨). وقرأ الجحدريّ واليمانيّ «لتنذر» مبنيا للمفعول (٩). وأبو السّمّال واليمانيّ أيضا ـ لينذر ـ بفتح الياء والذّال من نذر بكسر الذال أي علم فتكون «من» فاعلا (١٠).
فصل
المعنى لتنذر القرآن من كان حيا يعني مؤمنا حي القلب لأن الكافر كالميت في أنه لا يتدبر (١١) ولا يتفكر قال تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) [الأنعام : ١٢٢]. وقيل : من كان حيا أي عاقلا (١٢) وذكر (١٣) الزمخشري في «ربيع الأبرار» «ويحقّ القول» ويجب العذاب (١٤) على الكافر.
قوله تعالى أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ
__________________
(١) تفسير الإمام الرازي ٢٦ / ١٠٤.
(٢) زيادة من أعن ب.
(٣) زاد المسير ٧ / ٣٧ ومعالم التنزيل للبغوي ٦ / ١٦ والقرطبي ١٥ / ٥٥ والسمين ٤ / ٥٣٢.
(٤) المراجع السابقة.
(٥) من الآية ١٢ «لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ».
(٦) من القراءة المتواترة. انظر : السبعة ٥٤٤ والإتحاف ٣٦٦ و ٣٦٧ والنشر ٢ / ٣٥٥ وحجة ابن خالويه ٣٠٠ والكشاف ٣ / ٣٣٠.
(٧) الإتحاف ٣٩٠ والنشر ٢ / ٣٧٢ و ٣٧٣ فمن راو عنه بالخطاب ومن راو بالغيب.
(٨) السمين ٤ / ٥٣٢.
(٩) روى ابن خالويه تلك القراءة في المختصر ١٢٦ وانظر البحر ٧ / ٣٤٦ والكشاف ٣ / ٣٣٠.
(١٠) السمين ٤ / ٥٣٣ ، والبحر ٧ / ٣٤٦ والكشاف ٣ / ٣٣٠.
(١١) معالم التنزيل للبغوي ٦ / ١٦.
(١٢) وهو رأي الضحاك والزجاج. انظر : زاد المسير ٧ / ٣٧ ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٢٩٤.
(١٣) كذا هنا وفي ب ذكره الزمخشري وهذا خطأ ؛ لأن الكلام السابق للضحاك ومن حذا حذوه ويصح أن يكون للزمخشري إذا اعتبرنا سقوط الواو فلقد أخبر عن «حيّا» في الكشاف ٣ / ٣٣٠ أي عاقلا متأملا.
(١٤) الكشاف ٣ / ٣٣٠.