حيان في تضعيفه لعدم تبادره (إلى) (١) الفهم (٢) ، قال شهاب الدين : الظاهر أنه معطوف واستئناف (ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ) غير واضح والحق أحق أن يتبع (٣).
وجوز الزمخشري أن يعود الضمير في «عليه» على الله. قال : فإن قلت : كيف يفتنونهم على الله؟.
قلت : يفسدونهم عليه بإغوائهم من قولك : فتن فلان على امرأته كما تقول : أفسدها عليه وخيبها عليه (٤) ، و (مَنْ هُوَ) يجوز أن تكون موصولة أو موصوفة (٥). وقرأ العامة صال الجحيم بكسر اللام لأنه منقوص مضاف حذفت لامه لالتقاء الساكنين وحمل على لفظ «من» فأفرد «هو».
وقرأ الحسن وابن أبي عبلة بضم اللام مع واو بعدها فيما نقله الهذليّ عنهما ، و (ابن (٦) عطية) عن الحسن (٧) (وقرأ (٨) بضمها مع عدم واو (بعدها) (٩) فيما نقل ابن خالويه (١٠) عنهما) وعن الحسن فقط فيما نقله الزمخشري (١١) ، وأبو الفضل (١٢). فأما مع الواو فإنه جمع سلامة بالواو والنون ويكون قد حمل على لفظ «من» أولا فأفرد في قوله : «هو» وعلى معناها ثانيا فجمع في قوله : «صالو» وحذفت النون للإضافة (١٣) ومما حمل فيه على اللفظ والمعنى في جملة واحدة وهي صلة الموصول قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) [البقرة : ١١١] فأفرد في «كان» وجمع في «هودا». ومثله قوله (١٤) :
٤٢٢٧ ـ وأيقظ من كان منكم نياما (١٥)
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) وانظر : البحر ٧ / ٣٧٨.
(٣) الدر المصون ٤ / ٥٧٤ و ٥٧٥.
(٤) نقله في الكشاف ٣ / ٣٥٥.
(٥) وهي في كلا الحالين في موضع نصب بفاتنين. وانظر : التبيان ١٠٩٥ والدر المصون ٤ / ٥٧٥ والبيان ٢ / ٣٠٩ والمشكل ٢ / ٢٤٣.
(٦) سقط من ب.
(٧) انظر : البيان ٢ / ٣٠٩ وإعراب النحاس ٣ / ٤٤٥ وانظر كذلك معاني الفراء ٢ / ٣٩٤ والإتحاف ٣٧١ والبحر المحيط ٧ / ٣٧٩.
(٨) ما بين القوسين كله سقط من نسخة «ب» بسبب انتقال النظر.
(٩) زيادة لتوضيح السياق وتكميله.
(١٠) انظر : المختصر ١٢٨.
(١١) الكشاف ٣ / ٣٥٦.
(١٢) البحر المحيط ٧ / ٣٧٩ وانظر هذا الوجه من القراءة في المحتسب ٢ / ٢٢٨. وهذان الوجهان من القراءة وجهان شاذان.
(١٣) انظر : إعراب النحاس ٣ / ٤٤٦ والدر المصون ٤ / ٥٧٥ والبيان ٢ / ٣١٠ ومشكل إعراب القرآن ٢ / ٢٤٤.
(١٤) في ب قول الآخر.
(١٥) شطر بيت من الوافر ولا أعرف ما إذا كان صدرا أم عجزا فقد بحثت عنه كثيرا فلم أهتد إلى تتمة له ، ولا إلى قائله وشاهده : «من كان منكم نياما» فقد عاد الضمير على معنى من «في منكم» و «نياما».
وانظر : البحر المحيط ٧ / ٣٧٩ والدر ٤ / ٥٧٥.