وقرأ العامة «لات» بفتح التاء وحين منصوبة وفيها أوجه :
أحدها وهو مذهب سيبويه : أن لا نافية بمعنى ليس والتاء مزيدة فيها كزيادتها في ربّ وثمّ ، كقولهم: ربّت وثمّت وأصلها «ها» وصلت بلا فقالوا «لاه» كما قالوا «ثمّه» (١) ولا يعمل إلا في الزمان خاصة نحو : لات حين ، ولات أوان كقوله :
٤٢٣٣ ـ طلبوا صلحنا ولات أوان |
|
فأجبنا أن ليس حين بقاء (٢) |
وقوله الآخر :
٤٢٣٤ ـ ندم البغاة لات ساعة مندم |
|
والبغي مرتع مبتغيه وخيم (٣) |
والأكثر حينئذ حذف مرفوعها (٤) تقديره : ولات الحين حين مناص. وقد يحذف المنصوب ويبقى المرفوع (٥). وقد قرأ هنا (٦) بذلك بعضهم لقوله :
٤٢٣٥ ـ من صدّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لا براح (٧) |
أي لا براح ليّ. ولا تعمل في غير الأحيان على المشهور ، وقد تمسك بإعمالها في غير الأحيان في قوله :
٤٢٣٦ ـ حنّت نوار ولات هنّا حنّت |
|
وبدا الّذي كانت نوار أجنّت (٨) |
فإن «هنّا» من ظروف الأمكنة ، وفيه شذوذ من ثلاثة أوجه :
__________________
(١) انظر : التبيان ١٠٩٧ ومشكل الإعراب ٢ / ٢٤٧ والبيان ٢ / ٣١٢ والكشف ٢ / ٢٣٠ والقرطبي ١٥ / ١٤٦ ، ١٤٧ والدر المصون ٤ / ٥٨٢ والكشاف ٣ / ٣٥٩.
(٢) من الخفيف لأبي زبيد الطّائي. وانظر : معاني الأخفش ٦٧٠ والخصائص ٢ / ٣٧٧ والهمع ١ / ١٢٦ والأشموني ١ / ٢٥٦ والقرطبي ١٥ / ١٤٧ والخزانة ٤ / ١٨٣ وابن يعيش ٩ / ٣٢ والكشاف ٣ / ٣٥٩ والطبري ٢٣ / ٧٨ وديوانه ٣٠ والفراء ٢ / ٣٩٨.
(٣) البيت على رواية المؤلف من تمام الكامل لمحمد بن عيسى التميمي. وقيل : مهلهل بن مالك الكناني. وشاهده : «ولات ساعة» حيث عملت لات في الزمان خاصة. وانظر : الخزانة ٤ / ١٧٤ ، ١٧٥ ومعاني الفراء ٢ / ٣٩٧ والأشموني ١ / ٣٥٥ وابن الناظم ٥٨ وشرح الكافية للرضي ١ / ٢٧٠ والدر المصون ٤ / ٥٨٢.
(٤) وهو مذهب إمام النحاة سيبويه. وانظر الكتاب ١ / ٥٧ ، ٥٨.
(٥) انظر : المراجع السابقة وقبله الزجاج فقال : «والرفع جيد» بينما لم يحبذه الفراء في المعاني قال : «والكلام أن ينصب بها لأنها في معنى ليس».
(٦) أي في تلك الآية. وقد نسبها ابن خالويه إلى عيسى بن عمر. انظر : المختصر ١٢٩.
(٧) لسعد بن مالك من الكامل. وشاهده : «لا براح» حيث رفع الاسم وبقي وحذف الخبر المنصوب في لا العاملة عمل ليس وانظر : الأشموني ١ / ٥٤ والكتاب ١ / ٥٨ والمقتضب ٤ / ٣٦ والإنصاف ٣٦٧ وابن يعيش ١ / ١٠٨ وتمهيد القواعد ٢ / ٢٧ ، ٣٠ والسراج المنير ١ / ٣٩٩.
(٨) من الكامل كسابقه لشبيب بن جعيل التغلبي ، وقد تقدم.