والضم لغة تميم (١). قال الواحدي : الفواق والفواق اسمان من الإفاقة (٢). والإفاقة معناها الرجوع والسكون كما في إفاقة المريض إلا أن الفواق بالفتح يجوز أن يقام مقام المصدر ، والفواق بالضم اسم لذلك الزمان ، الذي يعود فيه اللبن (٣) ، وروى الواحدي في البسيط عن أبي هريرة عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه قال في هذه الآية : يأمر الله تعالى إسرافيل فينفخ نفخة الفزع قال : فيمدّها ويطولها وهي التي يقول ما لها من فواق ، ثم قال الواحدي : وهذا يحتمل معنيين :
أحدهما : ما لها من سكون.
الثاني : ما لها من رجوع والمعنى ما تسكن تلك الصيحة ولا ترجع إلى السكون ويقال لكل من بقي على حالة واحدة بأنه لا يفيق منه ولا يستفيق (٤).
قوله : «قطنا» أن نصيبنا وحظّنا ، وأصله من قطّ الشيء أي قطعه ، ومنه قطّ (٥) القلم والمعنى قطعه مما وعدتنا به ولهذا يطلق على الصحيفة والصك (٦) قطّ ، لأنهما قطعتان يقطعان ، ويقال للجائزة أيضا قطّ لأنها قطعة من العطية (٧) ، قال الأعشى :
٤٢٥٩ ـ ولا الملك النّعمان يوم لقيته |
|
بغبطته يعطي القطوط ويأفق (٨) |
وأكثر استعماله في الكتاب ، قال أمية بن أبي الصّلت :
٤٢٦٠ ـ قوم لهم ساحة أرض العراق وما |
|
يجبى إليهم بها والقطّ والقلم (٩) |
__________________
(١) قاله في الدر ٤ / ٥٩٦ وانظر : الرازي ٢٦ / ١٨٣.
(٢) في ب : الفاقة خطأ.
(٣ و ٤) تفسير الإمام الفخر الرازي ٢٦ / ١٨٣.
(٣ و ٤) تفسير الإمام الفخر الرازي ٢٦ / ١٨٣.
(٥) القطّ بالفتح القطع عامة ، وقيل : وهو قطع الشيء الصّلب كالحقّة ونحوها ، وقيل : هو القطع عرضا قطّه يقطّه قطّا قطعه عرضا واقتطّه فانقطّ ، ومنه قط القلم. انظر : اللسان : «قطط» ٣٦٧١.
(٦) كذا هي في اللسان وفي الكتب المفسرة وفي ب الصلب ، لحن وتحريف.
(٧) انظر : اللسان «قطط» ٣٦٧٣ ، ٣٦٧٤ وغريب القرآن ٣٧٨ والمجاز ٢ / ٧٩ ومعاني الفراء ١ / ٤٠٠ ، ومعاني الزجاج ٤ / ٣٢٣ وإعراب النحاس ٣ / ٤٥٧ وانظر أيضا القرطبي ١٥ / ١٥٧ والرازي ٢٦ / ١٨٣ والبغوي ٦ / ٤٣.
(٨) هو له من بحر الطويل ومعنى يأفق يفضل ويعلو والبيت من قصيدة في مدح المحلق الكلابي.
والشاهد : في القطوط فهي جمع قط وهي النصيب والعطية وانظر : اللسان قطط ٣٦٧٣ والمجاز ٢ / ١٧٩ والقرطبي ١٥ / ١٥٧ والبحر ٧ / ٣٧٨ والإعراب للنحاس ٣ / ٤٥٧ ومعاني الزجاج ٤ / ٣٢٣ والطبري ٢٣ / ٨٥ ومجمع البيان ٧ / ٧٣١ والكامل لابن الأثير ١ / ١٧١ ، ١٧٤ وفتح القدير ٤ / ٤٢٤ والجمهرة لابن دريد قطط وديوانه ١١٧.
(٩) من البسيط له وهو في اللسان ٣٦٧٤ والقرطبي ١٥ / ١٥٧ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري برواية :
..........إذا |
|
ساروا جميعا والقطّ والقلم |
وانظر : البحر ٧ / ٣٨٧ والدر المصون ٤ / ٥٩٧ وأنشد شاهدا على أن القطّ مراد به الكتاب بدليل المعطوف وهو القلم.