ويجمع على قطوط كما تقدم ، وعلى قططة نحو : قرد وقردة وقرود ، وفي القلة على أقطّة وأقطاط(١) كقدح وأقدحة وأقداح ، إلا أن أفعلة في فعل شاذ (٢).
فصل
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني كتابنا. والقطّ : الصحيفة أحصت كل شيء ، قال الكلبي: لما نزل قوله في الحاقة : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) [الحاقة : ١٩ ـ ٢٥] قالوا استهزاء : عجل لنا كتابنا في الدنيا قبل يوم الحساب ، وقال سعيد بن جبير : يعنون حظنا ونصيبنا من الجنة التي تقول. وقال الحسن وقتادة ومجاهد والسدي : يعني عقوبتنا ونصيبنا من العذاب قال عطاء : قاله النّضر بن الحرث وهو قوله : (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ) [الأنفال : ٣٢] وعن مجاهد قطنا : حسابنا يقال للكتاب قط (٣).
قال أبو عبيدة والكسائي : القط الكتابة بالجوائز (٤). واعلم أن (٥) القوم تعجبوا من أمور ثلاثة ، أولها : من أمر النبوات وإثباتها فقال : وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ، فقال الكافرون هذا ساحر كذّاب».
وثانيها : تعجبهم من الإلهيات فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا.
وثالثها : تعجبهم من المعاد والحشر والنشر فقالوا : (رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) ، قالوا ذلك استهزاء فأمره الله تعالى بالصبر على سفاهتهم فقال : (اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ).
فإن قيل : أي تعلق بين قوله : (اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) وبين قوله (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ)؟
فالجواب : هذا التعلق من وجوه :
الأول : كأنه قيل : إن كنت شاهدت من هؤلاء الجهّال جراءتهم على الله وإنكارهم الحشر والنشر فاذكر قصة داود حتى تعرف شدة خوفه من الله تعالى ومن يوم الحشر فإن بقدر ما يزداد أحد الضّدين شرفا يزداد (الضّدّ) الآخر نقصانا.
الثاني : كأنه قيل لمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (لا) (٦) تضيق صدرك بسبب إنكارهم لقولك ودينك فإنهم وإن خالفوك فالأكابر من الأنبياء وافقوك.
__________________
(١) في النحاس ويجمع على أقط أيضا على وزن أفعل وانظر : الدر المصون ٤ / ٥٩٧.
(٢) التسهيل لابن مالك ٢٧٠ وانظر : الدر المصون ٤ / ٥٩٧.
(٣) وانظر : تفسير البغوي معالم التنزيل ، وتفسير الخازن لباب التأويل ٦ / ٤٣ ، وانظر أيضا هذه الأقوال في القرطبي ١٥ / ١٥٧ وزاد المسير ٧ / ١٠٨ ، ١٠٩.
(٤) المجاز ٢ / ١٧٩ والقرطبي ٥ / ١٥٧ والبغوي ٦ / ٤٣.
(٥) انظر كل هذا الآتي في الفخر الرازي ٢٦ / ١٨٣ ، ١٨٤.
(٦) كلمة لا سقطت من ب.