٤٢٦٨ ـ .......... |
|
نعم السّاعون في القوم في القوم الشّطر(١) |
فصل
قوله : (إِنَّهُ أَوَّابٌ) يدل على أنه كان نعم العبد لأنه كان أوابا ؛ أي كثير الرجوع إلى الله في أكثر أوقاته ومهماته.
قوله : (إِذْ عُرِضَ) في ناصبه أوجه :
أحدها : «نعم» : وهو (٢) أضعفها ؛ لأنه لا يتقيد مدحه بوقت ، (و) (٣) لعدم تصرف «نعم». قال ابن الخطيب : التقدير نعم العبد إذ كان من أعماله أنّه فعل كذا (٤).
الثاني : «أواب» وفيه تقييد وصفه بذلك بهذا الوقت.
والثالث : اذكر (٥) مقدّرا ، وهو أسلمها (٦).
والعشيّ من العصر إلى آخر النهار. والصّافنات جمع صافن ، وفيه خلاف بين أهل اللغة فقال الزجاج : هو الذي يقف على إحدى يديه ويقف على طرف سنبكه (٧) ، وقد يفعل ذلك بإحدى رجليه(٨) قال وعي علامة (٩) الفراهة وأنشد :
٤٢٦٩ ـ ألف الصّفون فلا يزال كأنّه |
|
ممّا يقوم على الثّلاث كسيرا (١٠) |
__________________
(١) عجز بيت من الرمل لطرفة صدره :
ما أقلت قدم ناعلها |
|
.......... |
وجاء في المقتضب صدره هكذا :
ما أقلت قدمي إنهم |
|
.......... |
ورواية الديوان :
خالتي والنفس قدما إنهم |
|
.......... |
ويروى صدره :
ما أقلّت قدماي إنهم |
|
.......... |
والشّطر جمع شطير وهو الغريب. وشاهده استعمال نعم بفتح وكسر على الأصل. أقول وكسرها لغة هذيل. انظر : الكتاب ٢ / ٤٤٠ والخزانة ٩ / ٣٧٦ وابن عطية ٢ / ٢٥٦ والبحر المحيط ٧ / ٢٩٦ والدّيوان ٥٨ ، والمحتسب ١ / ٣٤٢ و ٣٠٧ والإنصاف ١٢٢ والمفصل ٧ / ١٢٧.
(٢) التبيان ١١٠٠ والسمين ٤ / ٦٠٦.
(٣) الواو سقطت من ب.
(٤) الرازي ٢٦ / ٢٠٣.
(٥) في ب : ذكر.
(٦) وفيها : أسلمنا. وانظر في الإعراب : التبيان ١١٠٠ والرازي السابق.
(٧) وهو طرف الحافر.
(٨) معاني القرآن وإعرابه له ٤ / ٣٣٠.
(٩) لم أجد هذه الجملة في كتابه ذاك.
(١٠) من الكامل وهو مجهول القائل. وأنشده ابن الأعرابي كما في اللسان : «ص ف ن» ٢٤٦٧ وما في «ممّا» اسم موصول أي من النوع الذي يقوم على ثلاث ، و «كسيرا» حال. ومن قائل : إن ما مصدرية أي من قيامه. وقيل : إنها نكرة تامة أي من ذلك الجنس الذي يقوم على هذه الصفة. وانظر : معاني الزجاج ٤ / ٣٣٠ والقرطبي ١٥ / ١٩٣. والاستشهاد بالبيت على أن الصّافن هو الذي يقف على تلك الهيئة التي ذكرت أعلى.