فاعل (١). قال شهاب الدين : وهذا غير معروف (٢).
فصل
قيل : هذا على التقديم والتأخير. والتقدير : هذا حميم وغسّاق (فليذوقوه (٣) ، وقيل : التقدير : جهنم يصلونها فبئس المهاد هذا فليذوقوه ثم يبتدىء فيقول : حميم وغسّاق أي منه حميم وغساق) (٤). والغسق السّيلان ، يقال : غسقت عينه أي سالت ، قال المفسرون : إنه ما يسيل من صديدهم ، وقيل : غسق أي امتلأ ، ومنه غسقت عينه أي امتلأت بالدمع ومنه الغاسق للقمر لامتلائه وكماله. وقيل : الغسّاق ما قتل ببرده ، ومنه قيل لليل : غاسق ، لأنه أبرد من النهار (٥) ، (و) قال ابن عباس : هو الزّمهرير يحرقهم ببرده كما تحرقهم النار بحرّها. وقال مجاهد وقتادة : هو الذي انتهى برده (٦) ، وقيل : الغسق شدة الظلمة ومنه قيل للّيل غاسق ، ويقال للقمر غاسق إذا كسف لاسوداده ، والقولان منقولان في تفسير قوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ)(٧) [الفلق : ٢]. وقيل : الغساق : المنتن بلغة الترك (٨) وحكى الزجاج : «لو قطرت منه قطرة بالمغرب لأنتنت أهل المشرق» (٩). وقال ابن عمر : هو القيح الذي يسيل منهم يجتمع فيسقونه (١٠) ، قال قتادة : هو ما يغسق أي يسيل من القيح والصّديد من جلود أهل النار ولحومهم وفروج الزناة من قولهم : غسقت عينه إذا انصبّت والغسقان الانصباب (١١) ، قال كعب : الغسّاق عين في جهنم يسيل إليها كل ذوات حية وعقرب (١٢).
قوله : (وَآخَرُ) قرأ أبو عمرو بضم (١٣) الهمزة على أنه جمع وارتفاعه من أوجه :
أحدها : أنه مبتدأ و «من شكله» خبره ، و «أزواج» فاعل به (١٤).
الثاني : أن يكون مبتدأ أيضا و «من شكله» خبر مقدم ، و «أزواج» مبتدأ. والجملة خبره(١٥) ، وعلى هذين القولين فيقال : كيف يصحّ من غير ضمير يعود على «آخر» فإن
__________________
(١) التبيان ١١٠٥.
(٢) الدر المصون ٤ / ٦١٨.
(٣) ما بين القوسين كله سقط من ب.
(٤) وانظر : الرازي ٢٦ / ٢٢١.
(٥) وانظر كل هذا في اللسان «غ س ق» ٣٢٥٥ ، ٣٢٥٦ ومعاني الفراء ٢ / ٤١٠ والمجاز ٢ / ١٨٦ ومعاني الزجاج ٤ / ٣٣٩ وغريب القرآن ٣٨١ والكشاف ٣ / ٣٧٩ والقرطبي ١٥ / ٢٢١.
(٦) وانظر البغوي ٦ / ٦٢.
(٧) وانظر : اللسان «غ س ق» ٣٢٥٥ / ٣٢٥٦ والقرطبي ١٥ / ٢٢١ ، ٢٢٢.
(٨) البغوي ٦ / ٦٢.
(٩) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٣٩.
(١٠) الرازي ٢٦ / ٢٢١.
(١١) البغوي ٦ / ٦٢.
(١٢) الرازي السابق.
(١٣) من المتواترات انظر : السبعة ٥٥٥ ومعاني الفراء ٢ / ٤٠ ، ٤١١ والبحر المحيط ٧ / ٤٠٦ والدر ٤ / ٦١٩.
(١٤) الدر المصون المرجع السابق وفيه نظر لعدم تسويغ المبتدأ بالنكرة.
(١٥) السابق وانظر : التبيان ١١٠٥ والبيان ٢ / ٣١٨.