سورة «الزمر» (١)
مكية (٢) إلا قوله : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ)(٣). وهي خمس وسبعون (٤) آية وألف ومائة واثنتان وتسعون (٥) كلمة وأربعة آلاف وسبعمائة (٦) وثمانية أحرف.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (٢) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ)(٣)
قوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) في «تنزيل» وجهان :
أحدهما : أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا تنزيل (٧). وقال أبو حيان : وأقول : إنه خبر والمبتدأ «هو» ليعود على قوله : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) كأنه قيل : وهذا الذكر ما هو؟ فقيل : هو تنزيل الكتاب (٨).
الثاني : أنه مبتدأ ، والجار بعده خبره أي تنزيل الكتاب كائن من الله (٩) ، وإليه ذهب الزّجّاج (١٠) والفراء (١١).
قال بعضهم : وهذا أولى من الأول ؛ لأن الإضمار خلاف الأصل فلا يصار إليه إلا
__________________
(١) ويقال لها : سورة الغرف.
(٢) في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر بن زيد.
(٣) هذا رأي ابن عباس وقال بآية أخرى وهي : «الله نزل أحسن الحديث» وقال آخرون : إلا سبع آيات من قوله تعالى : «قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ». وانظر : القرطبي ١٥ / ٢٣٢.
(٤) وقيل : اثنتان وسبعون آية المرجع السابق.
(٥) في البغوي : وسبعون.
(٦) وفيه : وتسعمائة. وانظر : البغوي ٦ / ٦٦.
(٧) ذكره في التبيان ١١٠٨ والبيان ٢ / ٣٢١ والمعاني للفراء ٢ / ٤١٤ والقرطبي ١٥ / ٢٣٣ والمشكل ٢ / ٢٥٧.
(٨) البحر ٧ / ٤١٤.
(٩) المراجع السابقة.
(١٠) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٤٣ وقد ذكر الأول أيضا.
(١١) قال : «وإن شئت جعلت رفعه بمن. والمعنى من الله تنزيل الكتاب». المرجع السابق.