٤١٠١ ـ .......... |
|
ولا أرض أبقل إبقالها (١) |
وليس مثله ، وقيل : (أي) (٢) الله بمعنى أمره. ويجوز على قياس هذا الوجه أن يكون : «عالم» فاعلا لتأتينّكم في قراءة من رفعه.
قوله : «عالم» قرأ الأخوان : علّام على صيغة المبالغة وخفضه نعتا ل «ربّي» (٣) أو بدلا منه. وهو قليل ؛ لكونه مشتقا. ونافع وابن عامر عالم بالرفع (٤) على هو عالم ، أو على أنه مبتدأ وخبره «لا يعزب» (٥) أو على أن خبره مضمر أي هو ذكره الحوفيّ (٦). وفيه بعد (٧) ، والباقون عالم بالخفض على ما تقدم وإذا جعل نعتا فلا بدّ من تقدير تعريفه. وقد تقدم أن كل صفة يجوز أن تتعرف بالإضافة إلا الصفة المشبهة ، وتقدمت قراءتا «يعزب» في يونس (٨).
فصل
اعلم أن الله تعالى ردّ على منكري الساعة فقال : (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) فأخبر بإتيانها وأكدها باليمين.
فإن قيل : إنهم يقولون لا ريب أو إن كانوا يقولون به لكن المسألة الأصولية لا تثبت باليمين فأجاب عن هذا بأنه لم يقتصر على اليمين بل ذكر الدليل وهو قوله : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ). وبيان كونه دليلا هو أن المسيء قد يبقى في الدنيا مدة مديدة في اللذات العاجلة ويموت عليها والمحسن قد يدوم في الدنيا في الآلام الشديدة ويموت فيها فلو لا دار تكون للجزاء لكان الأمر على خلاف الحكمة (٩).
__________________
(١) عجز بيت من المتقارب صدره :
فلا مزنة ودقت ودقها |
|
.......... |
وهو لعامر بن جوين وشاهده : «أبقل إبقالها» حيث ذكر الفعل «أبقل» الذي يعود على الأرض المؤنثة وهذا خاص بالشعر وضرورته. وقد تقدم.
(٢) سقط من «ب».
(٣) في «ب» لرب بدون ياء.
(٤) القراءتان سبعيّتان وانظر الإتحاف ٣٥٧ والسبعة ٥٢٦ ومعاني الفراء ٢ / ٣٥١ وإبراز المعاني ٦٥١ والنشر ٢ / ٣٤٩ وتقريبه ١٦٢ وحجة ابن خالويه ٢٩١.
(٥) قاله السمين ومكي في الدر ٤ / ٤٠٨ ومكي في الكشف ٢ / ٢٠١.
(٦) البحر المحيط ٧ / ٢٥٧ و ٢٥٨.
(٧) ففيه لجوء إلى التكلف وما يحتاج إلى تقدير لا يقدم على الذي لا يحتاج إلى تقدير.
(٨) عامة القراء بضم الزاي إلا الكسائي فإنه يكسرها حيث يقع والفراء فضل الكسر حيث قال وهو أحب إلي. وقد قال هناك في يونس يقرأ الكسائي هنا وفي سبأ : «يعزب» بكسر الزاي ويعزب لغتان وانظر : الإتحاف ٣٥٧ والسبعة ٣٢٨ ومعاني الفراء ٢ / ٣٥١ واللباب ٤ / ٤٣ ب.
(٩) الفخر الرازي ٢٥ / ٢٤٠ و ٢٤١.