سورة الملائكة
(عليهمالسلام) (١)
مكية (٢) وهي ست وأربعون آية وسبع مائة وسبع وتسعون كلمة وثلاثة آلاف ومائة وثلاثون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢) يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ)(٥)
قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قد تقدم أن الحمد يكون على النعمة في أكثر الأمر. ونعم الله على قسمين عاجلة وآجلة والعاجلة وجود وبقاء والآجلة كذلك إيجاد مرة وإبقاء(٣).
قوله : «فاطر» إن جعلت إضافة محضة كان نعتا «لله» وإن جعلتها غير محضة كان بدلا. وهو قليل ، من حيث إنه مشتق (٤) ، وهذه قراءة العامة. والزّهريّ والضحاك : «فطر» فعلا ماضيا (٥) وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها صلة لموصول محذوف أي الّذي فطر. كذا قدره أبو (حيان) (٦) وأبو
__________________
(١) زيادة من «أ».
(٢) نقل القرطبي وابن الجوزي أنها مكية بالإجماع ، انظر : القرطبي ١٤ / ٣١٨ وزاد المسير ٦ / ٤٧٢.
(٣) انظر : الفخر الرازي ٢٦ / ٢.
(٤) قال بذلك التجويزين أبو البقاء في التبيان ١٠٧٢ وابن الأنباري في البيان ٢ / ٢٨٥ والسمين في الدر ٤ / ٤٦٩.
(٥) البحر المحيط ٧ / ٢٩٧ والمحتسب ٢ / ١٨٩ ومختصر ابن خالويه ١٢٣ والكشاف ٣ / ٢٩٧.
(٦) نقله في البحر المحيط ٧ / ٢٩٧ وانظر : الدر المصون ٤ / ٤٦٩ وما بين القوسين ساقط من «ب» وزيادة من «أ» وأبو الفضل هو أبو الفضل الرازي وسبق التعريف به.