المعنوي المتوهّم الحصول من ارتباط الممكنات بالحقّ وارتباطه من حيث ألوهيّة بها ، فافهم.
ثم ظهر العرش الذي هو مظهر الوجود المطلق الفائض. ونظير القلم وصورة الاسم «المحيط» ثم الكرسيّ الذي هو مظهر الموجودات المتعيّنة من حيث ما هي متعيّنة ونظير اللوح المحفوظ.
فللتثنية الأولى : الباء التي هي أوّل المراتب العدديّة.
وللتثليث الحامل للكثرة المذكورة : السين.
وللتربيع الجامع بين إجمال (١) الكثرة وتفصيلها : الميم.
وللاسم «الله» من حيث جمعيّته : ثم النفس الذي ظهرت به ، ومنه الموجودات ، ولا يتعيّن له في عالم الصور مرتبة ظاهرة.
ثم يلي ما ذكرنا مرتبة الاسم «الرّحمن» المستوي على العرش ، ثم الاسم «الرّحيم» المستوي على الكرسي كما سنبيّنه إن شاء الله تعالى.
تفصيل لمجمل قوله
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
الشرح بلسان المرتبة الذوقيّة المعربة بآثارها عن كنهها.
اعلم ، أنّ التعيّن الأوّل الاسمي الأحدي الذي سبقت الإشارة إليه هو أوّل ممتاز من الغيب الإلهي المطلق ، وهو مفتاح حضرة الأسماء ، والحدّ المذكور ، ونظيره من عالم الحروف في النفس الإنساني : الهمزة ، والألف هو مظهر صورة العماء الذي هو النفس الرحماني الوحدانيّ النعت ، الذي به وفيه بدت وتعيّنت صور سائر الموجودات التي هي الحروف والكلمات الإلهيّة ، والأسماء وأسماء الأسماء ، كما تتعيّن الحروف والكلمات الإنسانية بنفس الإنسان ، فلا يظهر لشيء من الحروف عين إلّا بالألف الذي هو مظهر الواحد كما مرّ ، ولا يظهر للألف على سبيل الاستقلال التامّ عين في مرتبة الكلام ؛ لأنّ مقامه الوحدة
__________________
(١) ق : جمل.