فكان الدالّ على الحقّ من حيث التعيّن الأوّل الاسم الأحدي الجمعي الذي هو مفتاح الأسماء والمسمّيات ، وفي عالم الحروف الهمزة والألف من وجه والباء من وجه ، فنفس التعيّن له الهمزة والمتعيّن بذلك التعيّن [له] الألف ، فالهمزة برزخ بين ما تعيّن من الحروف وبين النفس من حيث هو عينه (١) وإطلاقه ، والنفس أيضا ـ من حيث تعيّنه في مرتبة الألف بالهمزة التي هي نفس التعيّن ـ برزخ بين ما تعيّن منه من الحروف كالباء وغيره ، وبين نفسه من حيث إطلاقه وعدم تعيّنه.
وهكذا الاسم المتميّز من غيب الذات ، الذي هو مفتاح الأسماء برزخ بين الأسماء وبين الذات من حيث إطلاقه الغيبي ، وعدم تعيّنها في هذه المرتبة الأوّليّة الأسمائيّة (٢) المذكورة ، وقد سبق التنبيه عليه في شرح الحدّ.
الهمزة والألف
ثم نقول : فالهمزة والألف كلّ منهما ظاهر من وجه ، وخفيّ من وجه ، كسائر البرازخ ، وهكذا الاسم الذي له التعيّن الأوّل المنعوت بالوحدة ، وقد ذكر غير مرّة.
فمن خفاء الهمزة عدم ظهورها في الحروف الرقميّة مثل أصلها الذي هو نفس التعيّن والحدّ المذكور ؛ فإنّه لا يظهر إلّا في متعيّن ، وبه. ومن ظهورها تمكّن النطق بها ووجدان أثرها. وحكم الألف بخلافها ؛ فإنّ صورته تظهر في الرقم ولا تتعيّن في اللفظ النفسي ؛ لأنّه عبارة عن امتداد النفس دون تعيّنه بمقطع خاصّ ، في مخرج من مخارج الحروف ، فمجموع الهمزة والألف حرف واحد ، وفي هذا المقام يكون التعيّن جزءا من المتعيّن ، وهكذا حال الوحدة والتميّز التابعين للاسم الذي هو مفتاح الأسماء.
وكما أنّ أوّل موجود صدر من الحقّ بالتجلّي المتعيّن من الغيب المطلق المتوجّه لإيجاد عالم التدوين والتسطير هو القلم ، كذلك أوّل الحروف الموجودة من النفس الإنساني من حيث تعيّنه بالهمزة في مرتبة أحديّته ، الذي الألف مظهره هو حرف الباء ، فالهمزة أقرب
__________________
(١) ق : غيبه.
(٢) الاسمية.