زمان واحد باعتبارين ، وما المرتبة التي تتضمّن هذه التفاصيل قبل ظهور الإنسان الكامل ، وهل يصحّ ذلك أم لا؟ ويعرف سرّ الدوام والحياة والبقاء والإبقاء ، وسرّ الزوال والموت والفناء والإفناء ، وغير ذلك من العلوم التي يتعذّر تفصيلها ، وتفصيل ترجمتها مع تعذّر تسمية (١) بعضها بأحقّ أسمائها ؛ لما في ذلك من الأخطار. وفيما ذكرنا غنية للمستبصرين (٢) وتذكرة للمشاركين وعبرة للمعتبرين (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) (٣) (وَ (٤) يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥).
لسان الظاهر
(الْعالَمِينَ) التفسير : العالمين جمع عالم (٦) ، والعالم مأخوذ من العلامة ، وهو عبارة عن كلّ ما سوى الله.
ولمّا وردت هذه السورة من حضرة الجمع ومتضمّنة سرّه ، (٧) وذكر الاسم «الربّ» فيها ذكرا مضافا إلى كلّ ما سوى الله ؛ تنبيها على عموم حكمه الذي كشفت لك بعض أسراره ؛ فإنّ إضافات هذا الاسم كثيرة وهذا أعمّها ، وأخصّ إضافاته المتضمّن لهذا العموم إضافته إلى الإنسان الجامع الكامل سيّدنا محمد صلىاللهعليهوآله ، كقوله تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) وكقوله أيضا (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ) (٨) وكقوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (٩) فإنّه لمّا كان صلىاللهعليهوآله عبد الله كما سمّاه الله لكماله وجمعيّته وكذا كلّ كامل كانت إضافته إلى الاسم «الربّ» بعد ذلك محمولة على أعمّ أحكام الربوبيّة وأكملها وأجمعها ، وما سوى هاتين الإضافتين فمراتب تفصيليّة جزئيّة تتعيّن فيما بينهما.
لسان الباطن
وإذا عرفت هذه ، فنقول في شرح العالم بلسان الباطن ثم بما بعده : اعلم أنّ الحقّ سبحانه
__________________
(١) ق : تسميته.
(٢) ق : للمستقصرين.
(٣) الأحزاب (٣٣) الآية ٤.
(٤) ق : وهو.
(٥) يونس (١٠) الآية ٢٥.
(٦) كذا في الأصل. والأولى : العالم.
(٧) كذا في الأصل. والظاهر زيادة الواو وكون «ذكر» جواب لمّا.
(٨) الانعام (٦) الآية ١٣٣.
(٩) النجم (٥٣) الآية ٤٢.