العلماء ـ نسب ما أدرك إلى الشأن ، بل إلى خاصّة (١) وتوهّم من اسمه ورسمه غير الحقيقة لحد عن الطريق (٢) ، فعاد حكم ذلك في ملابس ابتلاءاتك المرضيّة وغير المرضيّة عليه ، حيث كان وكيف كما أخبرت في كتابك المجيد بقولك : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٣) ومن بقي بحكم ذاتك ولم تستهلكه وتقهره أصباغ ظهوراتك ، ثبت شهوده ومعرفته من حيث هما لك حالة اختلاف أحكام شؤونك التي هي عند من شئت أسماؤك وصفاتك ، فلم ينحرف إلى طرف من الوسط ، وكان ممّن استوطن بالذات مركز الدائرة الوجوديّة وأقسط.
اللهمّ وأنت المسؤول من حيث مبلغ العلم الحالي ـ أن لا تنظمنا في سلك ، ولا تقرّنا (٤) بأهل صدق ولا إفك ، بل إن اخترت تعيّننا ولا بدّ بأمر أو أمور ، فليكن تعيّنك لنا بحسب تعيّنك إذ ذاك ، وعلى نحو ما تختاره لنفسك من نفسك ، وممن شئت من المتعيّنين (٥) باعتبار نسبة التعيّن إليك ، أو إليه لك.
وإذ قد أهّلتنا لهذا الأمر ، وأطلعتنا على هذا السرّ ، فلا تقمنا بعد في حال ولا مقام يقتضي ثبوتنا ، وثبوت شيء مّا لنا ، أو طلبه منّا إلّا وكن الكفيل بالقيام بحقّك في ذلك ، والمنسوب إليه ما هنالك ، لتحصل السلامة من كلّ شوب ، والطهارة والخلاص من كلّ ريب ، وخذنا منّا وكن لنا عوضا عن كلّ شيء ، وأعنّا (٦) على ما تحبّه وترضاه لك منّا ، ولنا منك ، كلّ الحبّ والرضا ، في أكمل مراتب محبّتك ، وأعلى درجات رضاك ، آمين.
تمّ الكتاب (وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَ) (٧) و (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٨) والأمر كله لله. هو الأوّل والآخر ، والظاهر والباطن.
تمّت
وقد وقع الفراغ من تسطير هذه النسخة الشريفة المسمّاة بإعجاز البيان في تفسير
__________________
(١) ق : خاصيته.
(٢) ق : الطريقة.
(٣) الأنبياء (٢١) الآية ٣٥.
(٤) ه : تقترنا.
(٥) ق : المعينين.
(٦) ق : ه : وعنّا.
(٧) الأحزاب (٣٣) الآية ٤.
(٨) البقرة (٢) الآيات ١٤٢ و ٢١٣ ؛ النور (٢٤) الآية ٤٦.