صفة (١) التعيين ، وتطهّر (٢) عن سائر التعلّقات (٣) بالكلّيّة حتى عن التوجّه إلى الحقّ باعتقاد خاصّ ، أو الالتجاء إليه من حيث اسم مخصوص ، أو مرتبة وحضرة معيّنة ، فإنّ التجلّي حينئذ يظهر بحسب أحديّة الجمع الذاتي ، فتشرق شمس الذات على مرآة حقيقة القلب من حيث أحديّة جمع القلب أيضا وهي الصفة التي صحّ بها للقلب الإنساني مقام المضاهاة وأن يتّسع لانطباع التجلّي الذاتي الذي ضاق عنه العالم الأعلى والعالم الأسفل بما اشتملا عليه ، كما ورد به الإخبار (٤) الإلهي بواسطة النبي صلىاللهعليهوآله بقوله : «ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن التقيّ النقيّ» (٥) وأن يكون مستوى له وظاهرا بصورته ، ثم تتبحّر (٦) ساحة القلب بالاستواء الإلهي ، وتتفرّع جداوله بعد التبحّر (٧) والتوحّد (٨) بحسب نسب الأسماء علوا في مراتب صفاته الروحانيّة ، وسفلا في مراتب قواه الطبيعيّة (٩) ، وتحرق حينئذ أشعّة شمس الذات ، المسمّاة بالسبحات متعلّقات مدارك البصر ، وتقوم القيامة المختصّة به ، فيقول (١٠) لسان الاسم «الحقّ» : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) (١١) فإذا لم يبق نسبة كونيّة يظهر لها حكم وعين ودعوى ، أجاب الحقّ نفسه بنفسه ، فقال : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) فإنّه قهر بالحكم الآخر من تجلّيه الأوّل المستجنّ فيمن حاله ما ذكرناه (١٢) آنفا أحكام الأكوان ودعاوي الأغيار المزاحمين لمقام الربوبيّة ، والمنازعين لأحديّته بإخفاء كثرتهم وحكمها.
فإذا استهلكوا تحت قهر الأحديّة وصاروا كأنّهم (١٣) أعجاز نخل خاوية ، ولم تر لهم من باقية ، ظهر سرّ الاستواء الإلهي الجمعى الكمالي ، على هذا القلب الإنساني ، فينطق لسان مرتبة المستوي بنحو ما نطق عقيب الاستواء الرحماني فيقول : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) وهي مرتبة العلوّ من صفات الإنسان المذكور الذي هو مستوى (١٤) الاسم «الله» وصاحب مرتبة
__________________
(١) ق ، ه : صفة على التعيين.
(٢) ق : تظهر.
(٣) ق : العلائق.
(٤) ب : وردت الأخبار.
(٥) إحياء علوم الدين ، ج ٣ ، ص ١٢.
(٦) ق : تتبخّر.
(٧) ق : التبخّر.
(٨) ب : التوحيد.
(٩) ق : الطبيعة.
(١٠) ق : فنقول.
(١١). غافر (٤٠) الآية ١٦.
(١٢). ق : ذكره.
(١٣). ه. ق : كأنّها.
(١٤). ق : مستولى.