مقدّمة الناشر
يعدّ أبو المعالي محمد بن إسحاق القونوي (٦٠٧ ـ ٦٧٢) من أبرز تلامذة وشارحي آراء وأفكار الشيخ محيي الدين بن عربي ، فكان ـ على ما قيل ـ قد التقى بابن عربي وهو في سنّ الثانية عشرة ولازمه ولم يفارقه أبدا حتّى الوفاة ؛ ولذلك فقد تلقّى منه العلوم ونقلها مباشرة إلى تلامذته.
وبما أنّه كانت له علاقة بابن سبعين حيث كان يختلف إليه ويجالسه فيمكن القول : إنّ القونوي في أفكاره عن وحدة الوجود كان قد تأثّر بهذين العارفين ، أعني ابن عربي وابن سبعين. وكان لصدر الدين القونوي علاقة مع كبار العلماء والعارفين من أمثال المحقّق نصير الدين الطوسي وسعد الدين الحموي وملّا جلال الدين الرومي وأوحد الدين الكرماني. كما له تلامذة من قبيل سعد الدين الفرغاني وفخر الدين العراقي وعفيف الدين التلمساني وقطب الدين الشيرازي الذين تعاهدهم وقام بتربيتهم.
ولذيوع صيته وشهرته فقد اختاره «مولانا» من بين علماء قونيه لإقامة صلاة الميت عليه وإنفاذ وصيّته.
لصدر الدين القونوي آثار كثيرة ، أهمّها وأشهرها «مفتاح الغيب» ، «النفحات الإلهية» ، «الفكوك» ، «النصوص» ، «شرح أربعين حديثا» و «تفسير فاتحة الكتاب» المعروف ب «إعجاز البيان في تأويل أمّ القرآن» وهو الكتاب الماثل بين يديك عزيزي القارئ.
وقد ذكر صدر الدين القونوي في مقدمة الكتاب أنّه نقل كلمات المفسّرين والمفكّرين وغيرهم ، وقصد بذلك بيان بعض أسرار أمّ الكتاب. وبناء على ذلك يتّضح أنّه لم يقصد تفسير