حيث رقائقه وأشعّة أنواره ، وليس هو حقيقة العلم.
مراتب العلم
ومراتب العلم متعدّدة ، فمنها معنويّة وروحانيّة وصوريّة مثاليّة بسيطة بالنسبة ، ومركّبة مادّية.
فالصوريّة كالحروف والكلمات المكتوبة والمتلفّظ بها ونحوها من أدوات التوصيل الظاهرة.
والمعنويّة هي المفهومات المختلفة ، التي تضمّنها (١) العبارات والحروف المختلفة ، بحسب التراكيب والاصطلاحات الوضعيّة ، والمراتب التي هي محالّ ظهور صفات العلم ومجاليه ، كالقوّة الفكريّة وغيرها من القوى والمخارج والتصوّرات.
وروح العلم هو حكمه الساري من رتبته (٢) ، وسرّ وحدته ، بواسطة الموادّ اللفظيّة والرقميّة ونحوهما ممّا مرّ ذكره.
وبهذا الحكم يظهر نفوذه فيمن أحيا الله به قلبه وأنار نفسه ولبّه بزوال ظلمة الجهل من الوجه الذي تعلّق به حكم هذا العلم وتبديل تلك الصفة بحالة أو صفة نيّرة وجوديّة علميّة.
العلم يصحب التجلّي الذاتي
فمتى حصل تجلّ ذاتي غيبي على نحو ما سلف شرحه فإنّ العلم يصحبه ولا بدّ ؛ لأنّ صفات الحقّ سبحانه وتعالى ليس لها في مرتبة غيبه ووحدته تعدّد ، والصفة الذاتيّة كالعلم في حق الحقّ لا تفارق الموصوف ولا تمتاز عنه.
فمن أشهده الحقّ تعالى ذاته شهودا محقّقا ؛ فإنّ ذلك الشهود يتضمّن العلم ، ويستلزمه ضرورة ، ولتقيّد حكم التجلّي بحسب المشاهد وقيوده المذكورة كانت النتيجة العلميّة في كلّ مشهد وتجلّ نتيجة جزئيّة ؛ إذ لو لا تلك القيود والأحكام اللازمة لها كان من أشهده الحقّ تعالى ذاته برفع الوسائط علم علم الحقّ سبحانه وتعالى في خلقه إلى يوم القيامة ، كما علمه
__________________
(١) ق : تضمّنتها.
(٢) ق : مرتبته.