إن كانت له حقيقة يمتاز بها لذاته لا بتوسّط اعتبار وتميّز وتعيّن متعقّل ومظهر معرّف ، فافهم وتدبّر ما نبّهت عليه ، وتنزّه فيما ينفتح (١) لك من التفاصيل ، والله وليّ الإرشاد والهداية.
قاعدة كلّيّة
تتضمّن سرّ الحروف والكلمات والنقط والإعراب والوجود والإمكان والممكنات وما يختصّ بها من المراتب ، وما تدلّ عليه وتستند إليه ، وسرّ كون العالم كتابا مسطورا في رقّ منشور ، وغير ذلك.
اعلم ، أنّ الوجود المنبسط هو النور ، وقد نبّهت على حكمه حين الكلام على سرّ العلم ، وهو الرقّ المنشور ، والانبساط المعبّر عنه بالنشر وقع على حقائق الممكنات.
فكلّ حقيقة على انفرادها من حيث ثبوتها وتميّزها في علم الحقّ تكون حرفا غيبيّا ـ كما أشرت إليه في سرّ التراكيب الستّة ـ ومن حيث إنّ الحقائق : منها تابعة ، ومنها متبوعة ، والتابعة أحوال للمتبوعة وصفات ولوازم ، كانت المتبوعة باعتبار انضياف أحوالها إليها وتبعيّتها لها حال تعقّلها (٢) خالية عن الوجود كلمة غيبيّة ، وباعتبار تعقّل الماهيّة المتبوعة منصبغة بالوجود ، مفردة عن لوازمها المتأخّر وجودها عن وجود الماهيّة المتبوعة تكون حرفا وجوديّا ، وباعتبار تعقّلها (٣) ـ أعني الماهيّة المتبوعة ـ منضمّة إليها لوازمها التابعة حال اتّصافها بالوجود كلمة وجوديّة.
والآيات من هذه الكلمات الوجوديّة ما يتضمّن معنى الدلالة على حقيقة صفة خاصّة أو حالة معيّنة أو نوع مّا مخصوص من أنواع اللوازم المضافة إلى أصل كلّي أو جنس معيّن بصورة هيئة من الهيئات الاجتماعيّة الواقعة بين الكلمتين فصاعدا ، معربة عن جملة من المعاني المفهومة ، المدركة بواسطة تلك الهيئة.
والسور منها ما يتضمّن بيان أحكام مرتبة مّا من المراتب أو صفة كلّيّة أو حالة كلّيّة تستلزم صفات شتّى أو أحوالا متعدّدة مختلفة.
__________________
(١) ه : يتفتّح.
(٢) ق : تعلّقها.
(٣) ق : تعلّقها.