قاعدة كلّيّة
تحتوي (١) على ذكر مراتب التميّز الثابت بين الحقّ وما سواه ، وما يختصّ بتلك المراتب من أمّهات الأسرار بطريق التبعيّة والاستلزام.
اعلم ، أنّ الحضرات الخمس الأصليّة التي سبقت الإشارة إليها ـ مع كونها الأمّهات لسائر المراتب والحضرات ـ فإنّ بعضها أيضا داخل تحت حيطة بعضها ، كالحضرتين اللتين هما عن جنبتي المرتبة الوسطى ، فإنّ إحداهما تندرج في مرتبة الاسم «الظاهر» المنعوت بالشهادة ، والأخرى في مرتبة الغيب الأصلي الذي تقابله الشهادة ، كما يندرج الوسط أيضا في الطرفين إذا اعتبر كونه ليس بشيء زائد عليهما بل هو نسبة هي جمعيّتهما الناتجة من بينهما.
ثم إذا اعتبر الوسط أيضا أنّ حقيقته الاسم الظاهر والظهور وهما فرعان تفرّعا (٢) عن الغيب الباطن ، الذي هو الأصل ؛ فإنّ الظهور لا يكون إلّا عن بطون متقدّم ، مفروض أو معلوم ، اندرجت الأربعة في الغيب الأوّل ، لكن معقوليّة (٣) هذا الاندراج على هذا النحو ترفع (٤) الأحكام والكثرة والكلام والاعتبارات والتفاصيل الأسمائيّة الإلهية والكونيّة والمراتب التي تنتهي إليها من هذه الخمسة الكليّة ، ولا يصحّ الشهود والكلام والحكم والتفصيل إلّا بها ، وباعتبار تعلّقها هي الحضرة الإلهيّة التي لها الغيب ، والحضرة الكونيّة التي تختصّ بالشهادة ، والسرّ الجامع بينهما.
وإذا تقرّر هذا ، فاعلم أنّ الأمر الكلّي ينقسم بحسب هذه الأصول المذكورة ثلاثة أقسام :
__________________
(١) ق : تحوي.
(٢) ق : تفريعا.
(٣) ق : معقوليّته.
(٤) ق : برفع.