قاعدة كلّيّة
تتضمّن سرّ الأسماء وأسماء الأسماء ومراتبها وكمالاتها والطلب المنسوب إليها المتعلّق بتحصيل ما فيه كمالها ، وفائدة التسمية ، والأسماء وما بينهما من التفاوت ، وغير ذلك من الأسرار التي ستعرفها حين التأمّل ، ـ إن شاء الله تعالى ـ
اعلم ، أنّ الأسماء والحقائق ـ كما بيّنّا ـ بعضها أصلي متبوع ، وبعضها تابع تفصيلي ، كالأجزاء والفروع والصفات واللوازم ، وإن لم تكن في حضرة الأسماء تجزئة ولا انقسام.
فالمتبوعة كأسماء الأعلام في العموم ، نحو قولك : شمس ، ونور ، وكأسماء الصفات للصفات ، مثل لفظ العلم لمعنى (١) العلم ، دون إضافته إلى الموصوف به المسمّى عالما.
والتابعة كالصفات والأفعال ، فالصفات كالأحمر للمصوف بالحمرة (٢) ، والحيّ للموصوف بالحياة ونحو ذلك. وأسماء الأفعال كالباعث والغافر ونحوهما.
ولمّا كان الفعل يدلّ على الفاعل ، والنسبة والإضافة على الأمرين اللذين بهما ظهر عين تلك النسبة والإضافة ، لذلك انقسمت الأسماء من وجه إلى هذه الثلاثة الأقسام ، وقد سبق لنا فيها تنبيهات يكتفي بها اللبيب ، أحدها عند الكلام على التراكيب الستّة ، وقبل ذلك أيضا ، وآخرها عند الكلام على النفس الرحماني والحروف في القاعدة المتقدّمة على هذه القاعدة ، وسنزيد في بيان أسرارها ما ييسّر الحقّ ذكره ـ إن شاء الله تعالى ـ.
ثم نقول : فصار لكلّ قسم من هذه الأقسام الثلاثة دلالة على الحقّ من حيث إنّ الدالّ على الدالّ على الشيء دالّ عليه ، وصارت الدلالة على نوعين : دلالة بوسط ودلالة بغير
__________________
(١) ق : للمعنى.
(٢) ه : بالحمر.