العزو ؛ على أنني لا أفعل ذلك بل أنقل وأعزو ؛ وإنما ذكرت هذا من باب الاعتذار ، ومن باب الاعتذار كذلك أقول :
إنه من الظلم لهذا التفسير أن يقول قائل : إن هذا التفسير هو خلاصة لكتابين ، كما أنه من الظلم أن يقول قائل : إن إحياء علوم الدين للغزالي هو مجرد دمج لكتابي : قوت القلوب ، والرعاية. على أنني لا أدعي أن لهذا التفسير ميزة على تفسير ابن كثير أو تفسير النسفي بل أريد أن أقول : إن في هذا التفسير شيئا آخر ، هو من الكثرة بمكان مما يحقق أهداف هذا التفسير ولم يكن هدفا أصلا لابن كثير أو للنسفي رحمهماالله.
وبعد هذا الاستطراد الذي اضطرنا إليه استكمال ميزات هذا التفسير ، في سياق الكلام عن بعض احتياجات عصرنا في شأن عرض القرآن في هذا العصر ؛ نرجع إلى ذكر الأسباب الموجبة ، التي أدت إلى إيجاد هذه السلسلة والتي هي احتياجات العصر كما ذكرنا ، فنذكر بالنسبة للسنة بعض ما نراه احتياجات عصر.
ثانيا : بالنسبة للسنة :
أما بالنسبة للسنة ، فإنني أرى أن احتياجات عصرنا في شأنها مجموعة أمور :
١ ـ المسلم المعاصر عنده رغبة في أن يتعرف على السنة المتواترة والصحيحة والحسنة السند ، ويحتاج إلى كتاب جامع لذلك كله ، على أن يكون هذا الكتاب مضبوطا شكله مشروحا غريبه.
٢ ـ والمسلم غير المتخصص بالحديث يهمه كذلك أن يأخذ الجوهر ـ دون ما احتاجه هذا الجوهر لحمايته ـ أي هو يحرص على أن يقرأ متون السنة دون أسانيدها.
٣ ـ والمسلم المعاصر بحاجة إلى أن يفهم السنة فهما صحيحا وأن يأخذ الجواب الشافي على كثير من الإشكالات ، وأن يعرف كثيرا من الأمور التي يتلجلج في قلبه سؤال عنها.
٤ ـ وهناك شبهات حول السنة يثيرها أعداء الله عزوجل ، وهناك مناقشات حادة حول الكثير من الأمور بين المسلمين أنفسهم في شأن فهم الكثير من متون السنة ، وكل ذلك يحتاج المسلم المعاصر إلى أن يرتاح قلبه في شأنه.