خطيئة آدم كانت خطيئته الشخصية ، والخلاص منها كان بالتوبة المباشرة في يسر وبساطة ، وخطيئة كل ولد من أولاده خطيئة كذلك شخصية والطريق مفتوح للتوبة في يسر وبساطة ، تصور مريح صريح يحمل كل إنسان وزره ، ويوحي إلى كل إنسان بالجهد والمحاولة وعدم اليأس والقنوط» عن الظلال.
٤ ـ فصول شتى :
فصل في الإسرائيليات :
فيما يتعلق بقصة آدم هناك ثلاثة تأثرات تأثر بها بعض الإسلاميين خلال العصور من الإرث الإسرائيلي ، فأدخلوها في كتبهم ، سواء كانت هذه الكتب كتب تفسير أو كتب تاريخ.
١ ـ أن الجنة التي أهبط منها آدم كانت جنة أرضية. ٢ ـ أن الحية هي التى كانت الواسطة في إدخال إبليس ليوسوس لآدم. ٣ ـ تاريخ الحياة البشرية وقدر الزمن ما بين آدم وبيننا. وهذا يقتضي منا أن نقف وقفة عند الإسرائيليات بشكل عام :
في تحقيق كتبه موريس بوكاي الفرنسي كجزء من دراسة خرجت تحت عنوان : «دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة» يذكر كيف أن بحاثة القرن الثامن عشر لاحظوا أن بعض نصوص سفر التكوين ـ وهو السفر الأول فيما يسمي الآن بالتوراة ـ تذكر اسم يهوه ، وبعضها تسميه بألوهيم ، فاستدلوا بذلك على أن سفر التكوين يحتوي نصين جنبا إلى جنب قد أدمج أحدهما بالآخر ، ثم إن إيخهورن لاحظ نفس الملاحظة بالنسبة للأسفار الأربعة الأخرى ، وأن إيخهورن لم يكتف بذلك بل لاحظ أن أحد المصادر ينقسم إلى قسمين أيضا.
ثم يقول موريس بوكاي :
أما بحاثة القرن التاسع عشر فقد كرسوا جهدهم في البحث عن مصادر أكثر دقة وفي (١٨٥٤) كانت هناك أربعة مصادر مقبولة وتسمى بالأسماء التالية : الوثيقة اليهوية ، والوثيقة الألوهيمية وسفر التثنية ، والنص الكهنوتي ، وقد أفلح الباحثون في إعطائها أعمارا :
١ ـ تقع الوثيقة اليهوية في القرن التاسع قبل الميلاد وقد حررت في مملكة الجنوب.
٢ ـ أما الوثيقة الألوهيمية فهي أقرب تاريخيا وقد حررت بإسرائيل.