تأتي فقرة أخرى تذكر بالميثاق وبشيء آخر ، وإذن ففي القرآن علامات للمتأملين على بدايات ونهايات الفقرات والمقاطع والأقسام وذلك سيتضح معنا شيئا فشيئا.
ـ يلاحظ أن هذه الفقرة ختمت بقوله تعالى :
(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لاحظ التشابه بين نهاية هذه الفقرة ونهاية قصة آدم : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.) وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من أن المقطع الذي جاء بعد قصة آدم كان نموذجا لأمة أنزل عليها وحي ، وما هو موقفها من هذا الوحي ، لتأخذ هذه الأمة دروس ذلك.
ـ بدأ هذا المقطع بأوامر ونواه موجهة لبني إسرائيل :
وكان الأمر الأول (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) وجاءت هذه الفقرة في التذكير بالنعم الجلى عليهم.
وكان الأمر الثاني والثالث : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ.)
وستأتي الفقرة الثانية في التذكير بالعهد والتذكير بالخشية : ولذلك تبدأ الفقرة الثانية بقوله تعالى :
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ ..) وتنتهي بقوله تعالى (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ.)
فالصلة واضحة بين مدخل المقطع وبين الفصل الأول من المقطع في فقرتيه فلننتقل إلى الفقرة الثانية من الفصل الأول.
الفقرة الثانية من الفصل الأول من المقطع الثالث :
تمتد هذه الفقرة من الآية (٦٣) إلى نهاية الآية (٧٤) وهذه هي :