٢ ـ قال ابن كثير : والله تعالى قد ذكر في هذه السورة مما خلقه من إحياء الموتى في خمسة مواضع (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ) وهذه القصة ، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ، وقصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وقصة إبراهيم عليهالسلام والطيور الأربعة ، ونبه تعالى بإحياء الأرض بعد موتها على إعادة الأجسام بعد صيرورتها رميما كما قال أبو داوود الطيالسي .. عن أبي رزين العقيلي قال ، «قلت يا رسول الله : كيف يحيي الله الموتى؟ قال أما مررت بواد ممحل ثم مررت به خضرا قال بلى قال : كذلك النشور أو قال كذلك يحيي الله الموتى».
٣ ـ قال ابن جريج قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنما أمروا بأدنى بقرة ولكنهم لما شددوا شدد الله عليهم ، وأيم الله لو لم يستثنوا «أي لو لم يقولوا إن شاء الله» لما بينت لهم آخر الأبد».
ومن ثم فعلينا أن نترك التشديد في الأمور ، وأن نسارع إلى امتثال الأوامر وترك النواهي من غير تفتيش وكثرة سؤال.
٤ ـ قال بعض العلماء : إنما أمروا بذبح البقرة دون غيرها لأنها أفضل قرابينهم ، ولعبادتهم العجل.
٥ ـ قال المسيب بن رافع : ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله وتصديق ذلك في كلام الله (وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ.)
٦ ـ نقل المفسرون أقوالا كثيرة في تحديد العضو الذي ضرب به القتيل.
وقال ابن كثير تعليقا : هذا البعض أي شىء كان من أعضاء هذه البقرة فالمعجزة حاصلة به وخرق العادة به كائن ، وقد كان معينا في نفس الأمر فلو كان في تعيينه لنا فائدة تعود علينا في أمر الدين أو الدنيا لبينه الله تعالى ، ولكن أبهمه ولم يجىء من طريق صحيح عن معصوم بيانه فنحن نبهمه كما أبهمه الله.
٧ ـ اختلف علماء العربية في معنى (أو) في قوله تعالى : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) بعد الإجماع على استحالة كونها للشك ، فقال بعضهم : (أو) ههنا بمعنى الواو ، وقال آخرون : (أو) ههنا بمعنى بل ، وقال آخرون : المراد بذلك الإبهام على المخاطب ، وقال بعضهم : معنى ذلك فقلوبكم لا تخرج عن أحد هذين المثلين إما أن تكون مثل الحجارة في القسوة ، وإما أن تكون أشد منها في القسوة ، وهذا الذي رجحه ابن جرير.