تؤمنون بمحمد صلىاللهعليهوسلم وبالقرآن! إنها الطبيعة الكافرة في مواقفها وأفعالها وأقوالها.
وبهذا انتهت المجموعة الأولى من الفقرة.
كلمة في هذه المجموعة وسياقها :
١ ـ بدأت المجموعة بآية مبدوءة ب (وَلَقَدْ) وانتهت بآية مبدوءة ب (وَلَقَدْ) وتأتي مجموعة بعدها مبدوءة ب (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ) مما يوحي بأننا أمام مجموعة جديدة ، وفي الآية الأولى من هذه المجموعة ورد قوله تعالى (وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) وجاءت خاتمة المجموعة لتقول (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ.)
٢ ـ في هذه المجموعة حوار مباشر مع اليهود في قضية الإيمان بالقرآن ، ومناقشة الصوارف التي يطرحونها ، وإقامة حجة عليهم فيها من خلال مجموعة الأمور التي تدل على أن هذا الموقف الظالم هو استمرار لمواقف ظالمة أخرى.
٣ ـ وقد سبقت هذه المجموعة بخاتمة الفقرة السابقة :
(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) فكانت هذه المجموعة بمثابة استمرار لنقاش يفضح دعواهم الإيمان سابقا ولا حقا ، واستكمالا للحجة عليهم ، كما جاءت هذه المجموعة في سياق الفصل المبدوء بقوله تعالى (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ) فقدمت لنا مجموعة معان سابقة تجعل إيمان هؤلاء ميئوسا منه.
٤ ـ ونكرر أن هذه المجموعة جزء من جولة من النقاش المباشر مع بني إسرائيل في أجواء قوله تعالى (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) وذلك بعد فقرات سابقة كان الكلام في الغالب يأتي بشكل غير مباشر في هذا الموضوع بالذات.
فلننتقل إلى عرض المجموعة الثانية من هذه الفقرة :
المجموعة الثانية :
(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) كرر رفع الطور لما نيط به من زيادة ليست مع الأولى ، ولأنها في المرة الأولى ذكرت في معرض ، وههنا تذكر في معرض آخر (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا) أي خذوا التوراة أخذا قويا واسمعوا ما أمرتكم به فيها ، سماع قبول وعمل (قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا) أي سمعنا قولك ، وعصينا أمرك ،