كلمة في هذه المجموعة وسياقها :
١ ـ يلاحظ أن هذه الفقرة كلها بدأت بآية فيها :
(أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ.)
وأن هذه المجموعة بدأت بقوله تعالى :
(أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) فكأن هذه المجموعة تكمل ما بدأته المجموعة الأولى ، وحرف الواو في (أو كلما) كأنه يعطف الآية الأولى في هذه المجموعة على ما ورد في الآية الأولى من المجموعة الأولى.
٢ ـ وفي المجموعة الأولى ورد قوله تعالى :
(وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ ...)
والآية الثانية من هذه المجموعة هي قوله تعالى :
(وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ.)
فالتكامل في الفقرة في مجموعاتها الثلاث واضح ، خاصة وقد رأينا كيف أن وحدة المجموعتين الأولى والثانية واضحة ، وتكاملهما واضح ، وتأتي هذه المجموعة لترينا بوضوح وحدتها ، وأنها في نفس الوقت جزء من كل ما تحتويه فقرتها.
٣ ـ يأتي بعد هذه المجموعة خطاب مباشر لأول مرة في سورة البقرة بصيغة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ....) وهذا يدلنا على أننا أمام فقرة جديدة ، ولكنه في الوقت نفسه ندرك أن هذه المجموعة قد أكملت الحجة على بني إسرائيل ، إن في دعواهم الإيمان بما أنزل إليهم ، أو في رفضهم الإيمان بالقرآن وبمحمد عليه الصلاة والسلام ، إنه لم يتوجه الخطاب لأهل الإيمان بصيغة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بعد هذه المجموعة إلا بعد أن قامت الحجة على اليهود ، وعرفت هذه الأمة واقعهم ، عندئذ آن الآوان أن يتوجه الخطاب لأهل الإيمان أن يتحرروا من كل مظهر من مظاهر التبعية لليهود ، بل ليناقشوا ويحذروا ويتحدوا ويعلموا ويتميزوا ويعملوا ويعتبروا ..
٤ ـ في المجموعة الثانية (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ..) وفي هذه المجموعة بيان لطبيعتهم الغادرة ، وفضح لهم كيف أنهم يرفضون رسالة الرسول