يصدقها العاقل ولو كانت أضغاث أحلام».
ـ وهناك أكثر من بابل والمراد في الآية (بابل العراق) ومما استدل به العلماء على أن بابل في الآية هي بابل العراق ما رواه أبو داود وسكت عنه. وهي علامة الحديث الحسن عنده : «أن عليا مر ببابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ قال : إن حبيبي صلىاللهعليهوسلم نهاني أن أصلي في المقبرة ونهاني أن أصلي بأرض بابل فإنها ملعونة» قالوا عن هذا الحديث : «ففيه من الفقه كراهية الصلاة بأرض بابل كما تكره بديار ثمود الذين نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الدخول إلى منازلهم إلا أن يكونوا باكين»
فصل في التشبه :
يغلط كثير من الناس في موضوع التشبه ومن ثم فإننا نحب أن نضع أساسا في هذا الموضوع هنا ، ثم يتضح لنا بعد ذلك شيئا فشيئا :
كل بني الإنسان يشتركون في أمور ، في كونهم يأكلون وينامون ويتناكحون ويتناسلون والإنسان يشترك مع الحيوان في أمور ، فما هو التشبه المنهي عنه؟
هناك التشبه الذي ورد النهي عنه في النصوص ، كالنهي عن إقعاء الكلب ، وافتراش الثعلب ، ونقر الديك في الصلاة ، وكالنهي عن تشبه الرجال بالنساء فيما هو من خصوصيات النساء ، وعن تشبه النساء بالرجال فيما هو من خصوصيات الرجال.
ثم هناك تشبه بالكافرين فيما هو علم على الكفر ، أو تشبه بالفاسقين فيما هو علم على الفسوق ، أو تشبه بالكافرين والفاسقين فيما به تترك فريضة أو سنة ، أو فيما يحقق مصلحة للكفر والكافرين ، في مثل هذا يطبق النهي الوارد عن التشبه.
فليس كل تشبه منهيا عنه ، وسنرى ما يوضح هذه الشؤون في التفسير وفي كتاب الأساس في السنة وفقهها بما نعرف حدود ذلك بدقة.
فصل في النسخ :
ألف في موضوع الناسخ والمنسوخ الكتب الكثيرة ، وتبحث عادة قواعده