الموجودة في ما يسمى بالتوراة الحالية ، وسنرى هناك عجيبة من العجائب ، ومعجزة من معجزات هذا القرآن.
فائدة :
بمناسبة قوله تعالى (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى ...) قال ابن كثير : «قال قتادة : «وبلغنا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) قلت : هذا الحديث مخرج في الصحيح عن عبد الله بن عمرو» أقول : في الظاهر لا توجد مناسبة بين ذكر هذه الرواية وسياق الكلام في تفسير هذه الآية ، والذي أتصوره أن ابن كثير ساق ذلك حتى لا يتوهم متوهم بأن إرضاء اليهود والنصارى هو الطريق للنصر بل هو القتال ليظهر الإسلام.
فائدة :
عند قوله تعالى (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) قال ابن كثير : «وقد استدل كثير من الفقهاء بقوله (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) حيث أفرد الملة : على أن الكفر ملة واحدة ، كقوله تعالى في سورة (الكافرون) (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فعلى هذا لا يتوارث المسلمون والكفار ، وكل منهم يرث قرينه سواء كان من أهل دينه أم لا ؛ لأنهم كلهم ملة واحدة. وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد في رواية عنه ، وقال في الرواية الأخرى كقول مالك : إنه لا يتوارث أهل ملتين شتى كما جاء في الحديث والله أعلم».
فصل في ألوية الخداع والرد المكافىء :
عند قوله تعالى (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) يقول صاحب الظلال : «إنها العقيدة الدائمة التي نرى مصداقها في كل زمان ومكان ، إنها هي العقيدة. هذه حقيقة المعركة التى يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد الجماعة المسلمة ، إنها معركة العقيدة المشبوبة بين المعسكر الإسلامي وهذين المعسكرين اللذين قد يتخاصمان فيما بينهما ، ولكنها تلتقي دائما في المعركة ضد الإسلام والمسلمين! إنها معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها ولكن المعسكرين العريقين في العداوة للإسلام والمسلمين يلونانها بألوان شتى ، ويرفعان عليها أعلاما شتى في خبث