الأسباب إما مرجعها لمرض عام مثل انعدام الثقة أو لمرض فردي مثل حب الدنيا وإيثار العافية والشح والإعجاب بالرأي واتباع الهوى والحسد وغير ذلك من أمراض.
و ـ يردد المسلم سورة الفاتحة سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة على الحد الأدنى. وأكثر من ضعف ذلك إذا هو صلى السنة ، وإلى غير حد إذا هو رغب في أن يقف بين يدي ربه متنفلا غير الفرائض والسنة ... لما ورد في الصحيحين عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حديث عبادة بن الصامت : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ، «إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية ، وكليات التصور الإسلامي ، وكليات المشاعر والتوجيهات ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة» عن الظلال بتصرف. وقد رأينا الخلاف في قراءتها وراء الإمام.
٨ ـ كلمة في السياق
هذه السورة كما رأينا هي مقدمة القرآن ، ولذلك فقد تجمعت فيها معانيه وهذا أول مظهر من مظاهر ارتباط هذه السورة بالقرآن كله ، وقد رأيت بأكثر من وجه كيف تسلسلت معانيها تسلسلا خاصا هذا التسلسل ظهرت فيه أكثر من حكمة من حكم تسلسل المعاني في القرآن ، فلا سير في الصراط بلا عبادة ، ولا عبادة بلا عقيدة ومعرفة بالله.
والآن انتبه إلى الصلة بين آخر فقرة في سورة الفاتحة وبين أول آية في سورة البقرة تبدأ الفقرة الأخيرة في سورة الفاتحة بقول الله تعالى معلما لنا : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ...) وتبدأ سورة البقرة بقول الله تعالى : (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) لاحظ الصلة بين (اهْدِنَا) وبين (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) فبعد أن علمنا الله تعالى أن نطلب الهداية منه إلى الصراط المستقيم عرفنا على أن هذا القرآن هو محل الهدى ، وهكذا نجد الصلة على أقواها بين خاتمة الفاتحة وبداية سورة البقرة ، ولننتقل الآن للكلام عن القسم الأول من أقسام القرآن وهو قسم السبع الطوال.