التسمية بسورة البقرة ، وقال عن أحد رواتها : وهو ضعيف الرواية لا يحتج به ثم قال : وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود «أنه رمى الجمرة من بطن الوادي ، فجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ، ثم قال : هذا مقام من أنزلت عليه سورة البقرة ....» وروى ابن مردويه ... عن عتبة بن مرثد قال : «رأى النبي صلىاللهعليهوسلم في أصحابه تأخرا فقال : يا أصحاب سورة البقرة» قال ابن كثير : وأظن هذا كان يوم حنين يوم ولوا مدبرين أمر العباس فناداهم : «يا أصحاب الشجرة يعني أهل بيعة الرضوان وفي رواية : يا أصحاب سورة البقرة» لينشطهم بذلك ، فجعلوا يقبلون من كل وجه. وكذلك يوم اليمامة ، مع أصحاب مسيلمة ، جعل الصحابة يفرون لكثافة جيش بني حنيفة ، فجعل المهاجرون والأنصار يتنادون : يا أصحاب سورة البقرة حتى فتح الله عليهم.
أخرج أبو عبيد .. «أن رجلا قرأ البقرة وآل عمران فلما قضى صلاته قال له كعب أقرأت البقرة وآل عمران قال : نعم. قال : فو الذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعي به استجاب قال : فأخبرني به قال : لا ، والله لا أخبرك به. ولو أخبرتك به لأوشكت أن تدعوه بدعوة أهلك فيها أنا وأنت» ذكره ابن كثير.
وأخرج أبو عبيد عن سعيد بن جبير قال : قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) «من قرأ البقرة وآل عمران في ليلة كان ـ أو كتب ـ من القانتين» قال ابن كثير : «فيه انقطاع ولكن ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قرأ بهما في ركعة واحدة».
كلمة في سورة البقرة وسياقها :
تتألف سورة البقرة ـ في اجتهادي ـ من مقدمة وثلاثة أقسام وخاتمة ، أما المقدمة فعشرون آية وفيها كلام عن المتقين وصفاتهم ، ثم عن الكافرين وأوضح علاماتهم ، ثم عن المنافقين وحقيقتهم وعلاماتهم ، وتوضيحات في شأنهم ، وبعد أن تقسم مقدمة السورة الناس إلى أقسام ثلاثة هم : المتقون ، والكافرون ، والمنافقون ، وتحدد السمات الرئيسية لكل من هؤلاء ، يأتي القسم الأول ويمتد من الآية الحادية والعشرين إلى نهاية الآية السابعة والستين بعد المائة.