إِنَّ للَّهَ لَا يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا لَّذِينَ ءَامَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ لْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا لَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ للَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِى بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا لْفَـٰسِقِينَ (٢٦) لَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ للَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَـٰقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ للَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى لْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ لْخَـٰسِرُونَ (٢٧) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨) هُوَ لَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى لْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ سْتَوَىٰ إِلَى لسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ (٢٩)
١ ـ كلمة إجمالية في هذا المقطع وسياقه
بعد أن عدد الله في مقدمة السورة فرق المكلفين من المؤمنين والكفار والمنافقين ، وذكر صفاتهم وأحوالهم وما اختصت به كل فرقة أقبل عليهم بالخطاب داعيا إياهم إلى عبادته وتوحيده دالا لهم على طريق الكون من المتقين مقيما عليهم الحجة ، على أن كتابه لا ريب فيه ، مبشرا المستجيبين له بما أعده لهم مبينا الأسباب الحقيقة لضلال الضالين من كافرين ومنافقين ، ومناقشا الكافرين مقيما عليهم الحجة ، فإذا كانت مقدمة البقرة قد قررت بعض المعاني تقريرا فهذا المقطع كان دعوة وإقامة حجة.
٢ ـ المعنى الحرفي
وسنعرض فيه المقطع على ثلاث مراحل كل مرحلة نعرض فقرة وتعقيبا على محل الفقرة في السياق.
الفقرة الأولى :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) أي اعرفوه ووحدوه وأدوا له حقوق الربوبية بعبادتكم إياه. قال ابن عباس : كل عبادة في القرآن توحيد. أقول : ولا توحيد إلا