سورة الشورى
مكية (١) وهي ثلاث وخمسون آية ، وثمانمائة وستّ وستون كلمة ، وثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا (٢)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (حم (١) عسق (٢) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٤) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥) وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧) وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٨) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(١٠)
قوله تعالى : (حم عسق) تقدم الكلام في أمثال هذه الفواتح (٣).
وسئل الحسين بن الفضل : لم قطع حم عسق ولم يقطع كهيعص (٤) فقال : لأنها سور أوائلها «حم» فجرت مجرى نظائرها. كأنّ «حم» مبتدأ «وعسق» خبره ، ولأنهما عدا آيتين وأخواتها مثل : كهيعص ، والمص والمر عدت آية واحدة (٥). وقيل : لأن أهل
__________________
(١) في قول ابن عباس والجمهور ، وحكي عن ابن عباس : إلا أربع آيات نزلت بالمدينة وانظر الخازن ٦ / ١١٥ ، والقرطبي ١٦ / ١. والقول بأنها مكية قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر.
(٢) الخازن السابق.
(٣) انظر أول العنكبوت.
(٤) الأولى من مريم.
(٥) والذي سأل الحسين بن الفضل عبد المؤمن. القرطبي ١٦ / ١.