ـ (رضي الله عنهما) (١) ـ : بغيهم طلب (هم) (٢) منزلة بعد منزلة ، ومركبا بعد مركب وملبسا بعد ملبس ، ولكن ينزل أرزاقهم بقدر ما شاء نظرا منه لعباده (٣).
(قرأ ابن كثير (٤) وأبو عمرو ينزّل مشددة ، والباقون (٥) مخففة) إنّه بعباده خبير بصير. روى أنس بن مالك عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن جبريل عن الله عزوجل في حديث طويل وفيه يقول الله عزوجل : «ما تردّدت في شيء أنا فاعله تردّدي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته (٦) ولا بدّ له منه وإنّ من عبادى المؤمنين لمن يسألني الباب عن العبادة فأكفّه عنه (أن) (٧) لا يدخله عجب فيفسده ذلك وإنّ من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلّا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك ، وإنّ منّ عبادي (المؤمنين) (٨) لمن لا يصلح إيمانه إلّا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك ، وإنّ من عبادي (المؤمنين) لمن لا يصلح إيمانه إلّا الصّحّة ، ولو أسقمته لأفسده ذلك ، وإنّ من عبادي (المؤمنين) لمن لا يصلح إيمانه إلّا السّقم ولو أصححته لأفسده ذلك وذلك أنّي أدبّر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم إنّي عليم خبير» (٩).
فصل
وجه التعلق أنه تعالى لما قال في الآية الأولى إنه يجيب دعاء المؤمنين ورد عليه سؤال وهو أن المؤمن قد يكون في شدة وبليّة وفقر ثم يدعو فلا يظهر أثر الإجابة فكيف الجمع بينه وبين قوله : ويستجيب الذين آمنوا؟! فأجاب تعالى عنه بقوله : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ،) ولأقدموا على المعاصي ، فلذلك وجب أن لا يعطيهم ما طلبوه ، ويؤيده الحديث المتقدم (١٠).
فصل (١١)
قال الجبائيّ : هذه الآية تدل على فساد قول المجبرة من وجهين :
__________________
(١) زيادة من أ.
(٢) كذلك.
(٣) البغوي المرجع السابق.
(٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(٥) كذا ذكر المؤلف وفي الرازي : قرأ ابن كثير وأبو عمرو ينزل خفيفة والباقون بالتشديد ولم أجدها في المتواتر عنهما ولا في الشواذ ، وقد ذكرها الرازي في تفسيره ولكن على العكس ممّا ذكر المؤلف انظر الرازي ٢٧ / ١٧١.
(٦) في ب إساءته.
(٧) زيادة من البغوي.
(٨) كلمة المؤمنين سقطت من ب محررة.
(٩) أخرجه الإمام البغوي في تفسيره عن هشام الكناني عن أنس. البغوي ٦ / ١٢٥ ، وانظر الخازن نفس الصفحة ومسند الإمام أحمد ٦ / ٢٥٦ ، والقرطبي ١٦ / ٢٨ وهو جزء من حديث.
(١٠) الرازي ٢٧ / ١٧٠.
(١١) هذا الفصل كله سقط من نسخة ب.