سورة الزخرف
مكية (١) وهي تسع وتسعون (٢) آية ، وثمانمائة وثلاث وثلاثون كلمة ، وثلاثة آلاف وأربعمائة حرف.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ)(٥)
قوله تعالى : (حم. وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) إن جعلت «حم» قسما كانت الواو عاطفة ، وإن لم تكن الواو للقسم.
وقوله : (إِنَّا جَعَلْناهُ) جواب القسم. وهذا عندهم من البلاغة ، وهو كون القسم والمقسم عليه من واد (٣) واحد ، كقول أبي تمام :
٤٣٨٨ ـ ......... |
|
وثناياك إنّها إغريض (٤) |
إن أريد بالكتاب القرآن ، وإن أريد به جنس الكتب المنزلة غير القرآن لم يكن من ذلك. والضمير في «جعلناه» على الأول يعود على الكتاب وعلى الثاني للقرآن وإن لم
__________________
(١) بإجماع. وقال مقاتل : إلا قوله : «وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا» وانظر القرطبي ١٦ / ٦١.
(٢) كذا في النسختين والأصح : تسع وثمانون.
(٣) بالمعنى من الكشاف ٣ / ٤٤٧ وباللفظ من الدر ٤ / ٧٧٠.
(٤) من بحر الخفيف وعجزه :
ولآل توم وبرق وميض |
|
......... |
والثنايا : جمع ثنية مقدم الأسنان من تحت ومن فوق ثنتان متقابلتان ، والإغريض : الطلع ثم أطلق على البرد وهو حبات البلح الصغيرة. والتّوم جمع تومة اللؤلؤة العظيمة. والشاهد في قوله : إنها إغريض حيث وقعت هذه الجملة جوابا للقسم وهي تعني الأسنان فاتحد القسم وجوابه معنى.