٤٣٩٣ ـ وأقرنت ما حمّلتني ولقلّما |
|
يطاق احتمال الصّدّ يا دعد والهجر (١) |
وقال عمرو بن معد يكرب :
٤٣٩٤ ـ لقد علم القبائل ما عقيل |
|
لنا في النّائبات بمقرنينا (٢) |
وحقيقة أقرنه : وجده قرينه ؛ لأن القوي لا يكون قرينه الضعيف (٣) ، قال (ـ رحمهالله ـ)(٤):
٤٣٩٥ ـ وابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس (٥) |
وقرىء : مقترنين بالتاء قبل الراء (٦).
فصل
ومعنى الآية ليس عندنا من القوة والطاعة أن نقرن هذه الدابة والفلك ، وأن نضبطها فسبحان من سخّر لنا هذا بقدرته وحكمته (٧) ، روى الزمخشريّ عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه كان إذا وضع رجله في الركاب ، قال : بسم الله ، فإذا استوى على الدّابّة قال : الحمد لله على كل حال ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون (٨).
وروى عن عليّ أيضا مثله وزاد : ثم حمّد ثلاثا ، وكبّر ثلاثا ، ثم قال : لا إله إلا الله ظلمات نفسي فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك ، فقيل : مما تضحك يا أمير المؤمنين؟ قال : رأيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فعل ما فعلت ، فقلنا : ما يضحكك يا نبيّ
__________________
(١) من الطويل ومعناه إنني أطقت احتمال هجرك وصدّك عني يا دعد.
والشاهد : أقرنت بمعنى أطقت واستطعت ، انظر الدر المصون ٤ / ٧٧٥ ، والبحر المحيط ٨ / ٧ ، والكشاف ٣ / ٤٨٠ ، وشرح شواهده ٤٢١ ، وليس في ديوانه.
(٢) من الوافر له وليس في ديوانه أيضا كسابقه.
وشاهده : «بمقرنينا» أي بمطيقين ، وانظر القرطبي في الجامع ١٧ / ٦٦ والبحر ٨ / ٧ ، والدر المصون ٤ / ٧٧٥.
(٣) بالمعنى من الكشاف ٣ / ٤٨٠ فقد قال : «وحقيقة أقرنه وحده قرينته وما يقرن به لأن الصعب لا يكون قرينة للضعيف».
(٤) ساقط من ب.
(٥) من البسيط ولم أعرف قائله. وشاهده أن القرن هو الحبل ، وأن «أقرنه» المتعدي بهمزة لا يكون إلا بين متساويين كما أوضح أعلى قبل ولزه شده من لزّه يلزّه لزّا ولزازا أي شده وألصقه. والبزل جمع أبزل وبازل وهو الشق وذلك أن نابه ـ أي البعير ـ إذا طلع يقال له بازل لشقه اللحم عن منبته شقا.
(٦) قراء شاذة غير متواترة ذكرها أبو حيان في بحره ٨ / ٧ إلا أنه ذكرها باللام. وقرىء المقترنين اسم فاعل من اقترن وانظر كذلك الكشاف ٣ / ٤٨٠.
(٧) الرازي ٢٧ / ١٩٩.
(٨) الكشاف ٣ / ٤٧٩ و ٤٨٠.