(ربّ يسّر برحمتك يا كريم وأغن يا رحيم) (١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة غافر
مكية وتسمى سورة الطول ، وسورة المؤمن ، وهي خمس وثمانون آية ، وألف ومائة وتسع وتسعون كلمة وأربعة آلاف وتسعمائة وستون حرفا.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢) غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (٤) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٥) وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ)(٦)
قوله تعالى : (حم) كقوله الم وبابه (٢) ، وقرأ الأخوان وأبو بكر وابن ذكوان بإمالة (حا) في السور السبع إمالة محضة ، وورش وأبو عمرو بالإمالة بين بين ، والباقون بالفتح ، والعامة على سكون الميم كسائر الحروف المقطعة (٣). وقرأ الزهري برفع الميم على أنه خبر مبتدأ مضمر ، أو مبتدأ والخبر ما بعدها (٤) ، وابن إسحاق وعيسى بفتحها (٥) وهي تحتمل وجهين :
أحدهما : أنها منصوبة بفعل مقدر أي اقرأ حم ، وإنما منع من الصرف للعلمية والتأنيث ، أو العلمية وشبه العجمة وذلك أنه ليس في الأوزان العربية وزن «فاعيل» بخلاف الأعجمية نحو قابيل وهابيل.
__________________
(١) ما بين القوسين زيادة من أ.
(٢) ذكر الإمام القرطبي في الجامع معاني كثيرة لهذا عن ابن عباس أنه اسم الله الأعظم ، وعنه أيضا اسم من أسماء الله تعالى أقسم به ، وقال قتادة اسم من أسماء القرآن (انظر القرطبي ١٥ / ٢٨٩).
(٣) انظر هذه القراءات المتواترة في كل من السبعة ٥٦٦ وإبراز المعاني ٢٠٣ : ٧٠٢ والكشاف ٣ / ٤١٢ ، والقرطبي ١٥ / ٢٩٠ والإتحاف ٣٧٧ والنشر ٢ / ٣٦٤ وحجة ابن خالويه ٣١٢ والكشف ٢ / ٢٤٢.
(٤) الدر المصون ٤ / ٦٧٠ وشواذ القرآن ٢١١.
(٥) الدر ـ المرجع السابق ـ وانظر أيضا البحر ٧ / ٤٦٦ والكشاف ٣ / ٤١٢.