إلى المشار إليه بقوله : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما). هذا جواب الكلبي في دفع ذلك الدليل ، وهو حسن. وأيضا روي أن مروان لما خاطب عبد الرحمن بن أبي بكر بذلك الكلام سمعت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذلك فغضبت وقالت : والله ما هو به ، ولكن الله كفّر (١) أباك وأنت في صلبه. وإذا ثبت ذلك كان المراد كلّ ولد اتصف بالصفات المذكورة. ولا حاجة إلى تخصيص اللفظ المطلق بشخص معين (٢).
قوله : «أتعدانني» العامة على نوني مكسورتين ، الأولى للرفع (٣) والثانية للوقاية وهشام بالإدغام (٤) ونافع في رواية بنون واحدة (٥). وهذه شبيهة بقوله : (تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ). وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر وعبد الوارث عن أبي عمرو بفتح النون الأولى (٦) ، كأنهم فروا من توالي مثلين مكسورين (٧) بعدهما ياء. وقال أبو البقاء : وهي لغة شاذة في فتح نون (٨) الاثنين. قال شهاب الدين : إن عنى نون الاثنين في الأسماء نحو قوله :
٤٤٥٣ ـ على أحوذيّين استقلّت ... |
|
..........(٩) |
فليس هذا منه ، وإن عنى في الفعل فلم يثبت ذلك لغة ، وإنما الفتح هنا لما ذكرت.
قوله : (أَنْ أُخْرَجَ) هو الموعود (١٠) به ، فيجوز أن نقدر الباء قبل «أن» وأن لا نقدّرها (١١).
__________________
(١) في الرازي : لعن.
(٢) بالمعنى من الرازي ٢٨ / ٢٣.
(٣) وهي نون الأفعال الخمسة وهي حرف لا محل له من الإعراب.
(٤) قراءة شاذة نسبها ابن خالويه في المختصر ١٣٩ إلى الحسن وابن عامر في رواية هشام ولم تثبت في المتواتر عن ابن عامر ، وهي من الأربع فوق العشر انظر الإتحاف ٣٩٢.
(٥) كذا قال أبو حيان في البحر ٨ / ٦٢.
(٦) شاذة غير متواترة انظر ابن خالويه والبحر السابقين.
(٧) في ب مكسورتين.
(٨) التّبيان ١١٥٦ قال : «وحسنت هنا شيئا لكثرة الكسرات.
(٩) بعض بيت من الطويل وهو بتمامه :
.......... عشيّة |
|
فما هي إلّا لمحة وتغيب |
وهو لحميد بن ثور ، والأحوذي بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وكسر الذال وتشديد الياء الخفيف في المشي وهو هنا يصف جناحي قطاة يصفهما لخفتهما. واستقل الطائر ارتفع في الهواء ، والعشية إما عشية ماء ، أو عشية معينة. والشاهد : فتح نون التثنية والقياس كسرها وهي لغة بني أسد. وليس بضرورة. وانظر الأشموني ١ / ٩٠ ، وابن يعيش ٤ / ١٣١ والتّصريح ١ / ٧٨.
(١٠) في ب الموجود تحريف.
(١١) بالمعنى من التبيان ١١٥٧.