سورة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
مدنية (١). وهي ثمان وثلاثون (٢) آية ، وخمسمائة وتسع وثلاثون كلمة ، وألفان وثلاثمائة وتسعة وأربعون حرفا.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى :(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (٢) ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ)(٣)
قوله تعالى : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ...) أول هذه السورة مناسب لآخر السورة المتقدمة. والمراد بالذين كفروا قيل : هم الذين كانوا يطعمون الجيش يوم بدر ، منهم أبو جهل والحارث بن هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وغيرهم (٣). وقيل : كفار قريش. وقيل : أهل الكتاب. وقيل : كل كافر (٤). ومعنى صدّهم عن سبيل الله ، قيل : صدوا أنفسهم عن السّبيل ، ومنعوا عقولهم من اتّباع الدليل. وقيل : صدوا غيرهم ومنعوهم (٥).
قوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا) يجوز فيه الرفع على الابتداء والخبر الجملة من قوله : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) ويجوز نصبه على الاشتغال بفعل مقدر يفسره «أضل» من حيث المعنى (٦) ، أي خيّب الّذين كفروا.
قوله : (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أي أبطلها فلم يقبلها وأراد بالأعمال ما فعلوا من إطعام
__________________
(١) في قول ابن عباس ، ذكره النحاس. وقال الماوردي : في قول الجميع إلا ابن عباس وقتادة فإنهما قالا : إلا آية منها نزلت عليه بعد حجّة الوداع حين خرج من مكة. وقال الثعلبي : إنها مكية وحكاه ابن هبة الله عن الضحاك وسعيد بن جبير. وانظر القرطبي ١٦ / ٢٢٣.
(٢) وقيل : تسع وثلاثون.
(٣) ونسب هذا لابن عباس.
(٤) الرازي ٢٨ / ٣٦.
(٥) المرجع السابق أيضا.
(٦) التبيان ١١٦.