فصل (١)
قال ابن عباس ومجاهد : المراد بقوله (قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ) : هم أصحاب فارس. وقال كعب : الروم وقال الحسن : فارس والروم. وقال سعيد بن جبير : هوازن وثقيف. وقال قتادة : هوازن وغطفان قوم حنين. وقال الزهري ومقاتل وجماعة : هم بنو حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة الكذاب. وقال رافع بن خديج : كنا نقرأ هذه الآية ولا نعلم من هم حتى دعا أبو بكر إلى قتال بني حنيفة فعلمنا أنهم هم. وقال أبو هريرة : لم تأت هذه الآية بعد) (٢).
قوله : «أو يسلمون» العامة على رفعه بإثبات النون عطفا على «تقاتلونهم» أو على الاستئناف أي أو هم يسلمون (٣). وقرأ أبيّ وزيد بن عليّ بحذف النون نصبا بحذفها (٤). والنصب بإضمار «أن» عند جمهور البصريين (٥) ، وب «أو» نفسها عند الجرمي والكسائيّ (٦) ، ويكون قد عطف مصدرا مؤولا على مصدر متوهم كأنه قيل : يكون قتال أو إسلام. ومثله في النصب قول امرىء القيس :
٤٤٩١ ـ فقلت له لا تبك عينك إنّما |
|
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا (٧) |
وقال أبو البقاء : أو بمعنى (٨) إلّا أن ، أو حتّى (٩).
فصل (١٠)
معنى قوله : تقاتلونهم أو يسلمون إشارة إلى أن أحدهما يقع ؛ لأن «أو» تبين
__________________
(١) سقط هذا الفصل كله من نسخة ب.
(٢) ذكر هذه الأوجه والآراء مفصلة العلامة القرطبي في الجامع ١٦ / ٢٧٢ والعلامة أبو حيان في البحر ٨ / ٩٤.
(٣) ذكر هذه الأوجه العكبري في التبيان ١١٦٦ وذكر وجها ثالثا ولذلك قلت : الأوجه ، وهو الحالية وانظر المغني لابن هشام ٤٨٠.
(٤) البحر المحيط ٨ / ٩٤ والكشاف ٣ / ٥٤٦.
(٥) ويكون من العطف على المعنى وهو ما يسمى بالتوهم ولكن تأدّبا مع قرآن الله نقول : العطف على المعنى أي ليكن قتال أو إسلام كما قرره أعلى ، كأنه توهم أن «أن» مضمرة.
(٦) وأصحابهما إلى أن الفعل انتصب بأو نفسها وهناك مذاهب أخرى للفراء والأخفش وغيرهما ذكرها السيوطي في الهمع ٢ / ١٠.
(٧) من بحر الطويل له ، والشاهد في «فنعذرا» حيث نصب المضارع بعد «أو» على تقدير «أن» عند البصرة وبأو نفسها عند الجرمي والكسائيّ والتقدير : محاولة أو موت ، وقد تقدم.
(٨) الأصح كما في التبيان : إلى أن وكلاهما صحيحان ولكني أقارن النسخ بأبي البقاء.
(٩) وانظر التبيان لأبي البقاء ١١٦٦.
(١٠) ما بين القوسين كله أيضا سقط من ب.