٤٤٩٧ ـ لا بدّ من صنعا وإن طال السّفر |
|
......... (١) |
فلذلك كانت شاذة. وقال أبو حيان : وقرأ عمرو بن عبيد : ورضوانا بضم الراء (٢) قال شهاب الدين : وهذه قراءة متواترة (٣) ، قرأ بها عاصم في رواية أبي بكر عنه ، وتقدمت في سورة آل عمران (٤) واستثنيت له حرفا واحدا وهو ثاني المائدة (٥).
فصل
معنى الآية : (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) أي غلاظ عليهم كالأسد على فريسته ، لا تأخذهم فيهم رأفة (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) متعاطفون متوادّون بعضهم لبعض كالوالد مع الولد كقوله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) و (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) خبر عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليها (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ) ، أن يدخلهم الجنة (وَرِضْواناً) أي يرضى عنهم. وهذا تمييز لركوعهم وسجودهم عن ركوع الكافر وسجوده وركوع المرائي وسجوده فإنه لا يبتغي به ذلك.
قوله : «سيماهم» قرىء سيمياؤهم (٦) بياء بعد الميم والمد. وهي لغة فصيحة ، وأنشد ـ (رحمهالله عليه) (٧) :
٤٤٩٨ ـ غلام رماه الله بالحسن يافعا |
|
له سيمياء لا تشقّ على البصر (٨) |
وتقدم الكلام عليها وعلى اشتقاقها في آخر البقرة (٩).
__________________
(١) صدر بيت من الرجز لشاعر لم أعرفه وهو من الأبيات المشهورة في النحو عجزه :
......... |
|
وإن تحنّى كلّ عود ودبر |
وتحنّى معناه انحنى من حنى ظهره إذا احدودب ، والعود المسنّ من الإبل ودبر من دبر البعير يدبر دبرة ودبرا إذا فقر ظهره. والشاهد : قصر «صنعاء» وهي المعروفة في اليمن. وذلك ضرورة للوزن.
وانظر حاشية الصبان ٤ / ١٠٩ والهمع ٢ / ١٥٦ والبحر ٨ / ١٠٢ والتصريح ٢ / ٢٩٣.
(٢) البحر ٨ / ١٠٢.
(٣) ذكرها صاحب الإتحاف ٣٩٦.
(٤) فقد تكررت في آل عمران من الآية ١٥ «وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ» و ١٦٢ و ١٧٤ من نفس تلك السورة.
(٥) وهو قوله : «يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً» الآية ٢ منها. هذا ولم أجد هذه القراءة لا في آل عمران ولا في غيرها وردت في المتواتر فهي من القراءات العشرية وانظر التقريب لابن الجزري ١٧٤.
(٦) في ب سيماهم تحريف من الناسخ وقد ذكر هذه القراءة دون نسبة أبو حيان في البحر ٨ / ١٠٢ ورسمها المؤلف هكذا بهمزة مضمومة بعد الألف بينما وجدت في البحر سيمياهم وأوردها ابن خالويه كما كتبها المؤلف. انظر المختصر ١٤٣.
(٧) زيادة من أ.
(٨) من الطويل لأسيد بن عنقاء. وشاهدة في السيمياء فهي بمعنى العلامة. وقد تقدم.
(٩) من الآية ٢٣٧ :«تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً» ، وبين هناك أن الأصل فيها الواو فقلبت ياء لكسرة السين «سوماهم» وهي تمدّ وتقصر ويقال فيها السّيماء وسيمياء. ومعنى البيت حينئذ : أن هذا الغلام جميل يفرح به من ينظر إليه. وانظر اللباب ١ / ٤١٧ ب واللسان والصحاح سوم.