سورة الحجرات
مدنية (١) وهي ثماني (٢) عشرة آية ، وثلثمائة وثلاث وأربعون كلمة وألف وأربعمائة وستة وسبعون حرفا (٣).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)(٣)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) قرأ العامة بضم التاء وفتح القاف وتشديد الدال مكسورة. وفيها وجهان :
أحدهما : أنه متعدّ ، وحذف مفعوله إما اقتصارا كقوله : (يُحْيِي وَيُمِيتُ)(٤) وكقولهم : «هو يعطي ويمنع» ، و (كُلُوا وَاشْرَبُوا) وإما اختصارا للدلالة عليه أي لا تقدموا ما لا يصلح.
والثاني : أنه لازم نحو : وجه وتوجّه. ويعضده قراءة ابن عباس والضحاك : لا تقدّموا بالفتح في الثّلاثة. والأصل لا تتقدموا فحذف إحدى التاءين. وبعض المكيين لا تقدموا كذلك إلا أنه بتشديد التاء كتاءات (٥) البزّي والمتوصل إليه بحرف الجر في هاتين القراءتين أيضا محذوف أي لا تتقدّموا إلى أمر من الأمور (٦).
__________________
(١) بإجماعهم. انظر القرطبي ١٦ / ٣٠٠.
(٢) في ب ثمانية لحن نحوي.
(٣) البغوي ٦ / ٢١٧.
(٤) من آيات كثيرة في القرآن فهي من الآية ٢٥٨ من البقرة ، ٥٦ من آل عمران ، ٥٨ من الأعراف ، ١٦ من التوبة ، ٥٦ من يونس ، ٨٠ من المؤمنون ، ٦٨ من غافر ، ٨ من الدخان ، ٢ من الحديد.
(٥) كذا في أوفي ب كقراءة.
(٦) وانظر هذا كله في البحر المحيط ٨ / ١٠٥ أقول : وقراءة الضحاك هي قراءة يعقوب وهي من العشر المتواترة انظر تقريب النشر ١٧٥ أما قراءة البزي فهي من الشواذ.