رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (٤٩) قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٥٠) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ (٥١) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (٥٢)
قوله تعالى : (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ) في العامل في «إذ» ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه معطوف على «غدوّا» فيكون معمولا ليعرضون أي يعرضون على النار في هذه الأوقات كلها قاله أبو البقاء (١).
الثاني : أنه معطوف على قوله : (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ) قاله الطبري (٢). وفيه نظر ؛ لبعد ما بينهما ، ولأن الظاهر عود الضمير من «يتحاجّون» إلى آل فرعون.
الثالث : أنه منصوب بإضمار اذكر (٣).
قوله : «تبعا» فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه اسم جمع لتابع ، ونحوه : خادم وخدم ، وغائب وغيب وآدم وأدم (٤). قال البغوي : والتّبع يكون واحدا وجمعا في قول أهل البصرة ، واحده تابع. وقال الكوفيون : هو جمع لا واحد له وجمعه أتباع (٥).
والثاني : أنه مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي تابعين (٦).
والثالث : أنه مصدر أيضا ولكن على حذف مضاف أي ذوي تبع (٧).
قوله : «نصيبا» فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن ينتصب بفعل مقدر به عليه قوله : «مغنون» تقديره : هل أنتم دافعون عنّا(٨).
الثاني : أن يضمّن مغنون معنى حاملين (٩).
الثالث : أن ينتصب على المصدر ، قال أبو البقاء : كما كان «شيء» كذلك ، ألا ترى إلى قوله : (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) [آل عمران : ١٠] «فشيئا» في موضع «غنى» فكذلك «نصيبا» و (مِنَ النَّارِ) صفة ل «نصيبا» (١٠).
__________________
(١) ذكره في التبيان ١٠٢١.
(٢) جامع البيان له ٢٥ / ٤٧.
(٣) البحر المحيط ٦ / ٤٦٩ والتبيان المرجع السابق.
(٤) قاله الزمخشري في الكشاف ٣ / ٤٣٠ والسمين في الدر ٤ / ٧٠٠ ، والأخفش في المعاني ٢ / ٦٧٩.
(٥) نقله في معالم التنزيل ٦ / ٩٧.
(٦) قاله العكبري في التبيان ١٠٢١.
(٧) قاله الزمخشري في الكشاف ٣ / ٤٣٠.
(٨) قرره العكبري في المرجع السابق.
(٩) أخذه من أبي حيان في بحره ٧ / ٤٦٦.
(١٠) التبيان له المرجع السابق.