سورة فصلت
مكية (١) وهي أربع وخمسون (٢) آية ، وسبعمائة وتسعة وتسعون كلمة ، وثلاثة آلاف وثلثمائة وخمسون حرفا.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٤) وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ)(٥)
قوله تعالى : حم تنزيل من الرحمن الرحيم يجوز أن يكون «تنزيل» خبر «حم» على القول بأنها اسم السورة (٣). ويجوز أن يكون تنزيل خبر ابتداء مضمر ، أي هذا تنزيل (٤). وقال الأخفش : تنزيل رفع بالابتداء و «كتاب» خبره (٥).
قوله : «كتاب» قد تقدم أنه يجوز أن يكون خبرا لتنزيل ، ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ، وأن يكون بدلا من تنزيل (٦) ، وأن يكون فاعلا بالمصدر ، وهو تنزيل أي نزل الكتاب ، قاله أبو البقاء. و «فصّلت آياته» صفة «لكتاب» (٧).
قوله : «قرآنا» في نصبة ستة أوجه :
أحدها : هو حال بنفسه. و «عربيّا» صفته ، أو حال موطّئة (٨) ، والحال في الحقيقة
__________________
(١) في قول الجميع انظر القرطبي ١٥ / ٣٣٧.
(٢) وقيل : ثلاث وخمسون المرجع السابق.
(٣) هذا قول الزمخشري في الكشاف ٣ / ٤٤١ ، والرازي في التفسير الكبير ٢٧ / ٩٣.
(٤) الكشاف المرجع السابق ، وهو رأي الفراء في معاني القرآن ٣ / ١١.
(٥) قال في المعاني : «فالكتاب خبر المبتدأ أخبر به أن التنزيل كتاب» معاني القرآن له ٦٨٠.
(٦) التبيان ١٠٢٣.
(٧) ذكره الزجاج في معاني القرآن ٤ / ٣٧٩ وانظر الكشاف ٣ / ٤٤١ والقرطبي ١٥ / ٣٣٧.
(٨) قاله العكبري في التبيان ٢٣ / ١١.