سورة يونس
مكية ، [إلا الآيات ٤٠ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٦ فمدنية]
وهي مائة وتسع آيات [نزلت بعد الإسراء]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١) أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ)(٢)
(الر) تعديد للحروف على طريق التحدي. و (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات والكتاب السورة. و (الْحَكِيمِ) ذو الحكمة لاشتماله عليها ونطقه بها. أو وصف بصفة محدثة. قال الأعشى :
وَغَرِيبَةٍ تَأْتِى المُلُوكَ حَكِيمَة |
|
قَدْ قُلْتُهَا لِيُقَالَ مَنْ ذَا قَالَهَا (١) |
الهمزة لإنكار التعجب والتعجيب منه. و (أَنْ أَوْحَيْنا) اسم كان ، وعجباً : خبرها. وقرأ ابن مسعود : عجب ، فجعله اسماء وهو نكرة و (أَنْ أَوْحَيْنا) خبراً وهو معرفة ، كقوله :
يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاء (٢)
__________________
(١) للأعشى. أى : ورب قصيدة غريبة حكيمة ناطقة بالحكمة دالة عليها ، أو حكيم قائلها ، فهو من الاسناد للسبب ، لأنها سبب في وصف قائلها بالحكمة. قد قلتها ليتعجب الناس ويقولوا من هذا الشاعر البليغ الذي قالها. وذا : اسم إشارة في لغة الحجاز ، واسم موصول في لغة طيئ ، وهي أقرب هنا ، فجملة «قالها» صلة الموصول.
(٢) كأن سلافة من بيت رأس |
|
يكون مزاجها عسل وماء |
على أنيابها أو طعم غصن |
|
من التفاح هصره اجتناء |
لحسان بن ثابت قبل تحريم الخمر. والسلافة : أول ما يسيل من ماء العنب. ويروى «سبيئة» أى مشتراة. يقال : سبأ الخمر كنصر ، إذا اشتراها. ويروى خبيئة : أى مصونة في الخابية. وبيت رأس : قرية بالشام. وقيل :