على عبادة ربك (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) أى الموت ، أى ما دمت حياً فلا تخل بالعبادة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (١).
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار ، والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وسلم» (٢)
سورة النحل
مكية ، غير ثلاث آيات في آخرها
وتسمى سورة النعم ، وهي مائة وثمان وعشرون آية [نزلت بعد سورة الكهف]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(١)
كانوا يستمجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم يوم بدر ، استهزاء وتكذيباً بالوعد ، فقيل لهم (أَتى أَمْرُ اللهِ) الذي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) روى أنه لما نزلت (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن ، فلما تأخرت قالوا : ما نرى شيئاً ، فنزلت (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) فأشفقوا وانتظروا قربها ، فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد ، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به ، فنزلت (أَتى أَمْرُ اللهِ) فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رؤوسهم ، فنزلت (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) فاطمأنوا وقرئ : تستعجلوه ، بالتاء والياء (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) تبرأ عز وجل عن أن يكون له شريك ، وأن تكون آلهتهم له شركاء. أو عن إشراكهم ، على أنّ «ما» موصولة أو مصدرية. فإن قلت : كيف اتصل
__________________
(١) تقدم في البقرة.
(٢) رواه الثعلبي من طريق أبى الخليل عن على بن زيد عن زر بن حبيش عن أبى بن كعب. وقد تقدمت أسانيده في آخر آل عمران.