سورة النجم
مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس وقتادة : إلا آية وهي قوله تعالى : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) الآية. وهي إحدى وستون آية. وقيل : إن السورة مدنية. والصحيح أنها مكية لقول ابن مسعود : هي أول سورة أعلنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة. وقيل : اثنتان وستون آية وثلاثمائة وستون كلمة وألف وأربعمائة وخمسة أحرف (١).
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (١٠) ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى)(١٢)
قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال ابن عباس (رضي الله عنهما) (٢) في رواية الوالبيّ العوفيّ يعني الثّريّا إذا سقطت وغابت. وهويّه مغيبه (٣). والعرب تسمي «الثّريّا» نجما قال قائلهم:
٤٥٣٨ ـ إذا طلع النّجم عشاءا |
|
ابتغى الرّاعي كساءا (٤) |
وجاء في الحديث عن أبي هريرة مرفوعا : ما طلع النّجم قطّ وفي الأرض من العاهة شيء إلّا رفع (٥).
وأراد بالنجم الثريا. قال شهاب الدين : وهذا هو الصحيح لأن هذا صار علما بالغلبة ومنه قول العرب :
__________________
(١) وانظر هذا كله في تفسيري البغوي والخازن ٦ / ٢٥٥ ، والقرطبي في الجامع ١٧ / ٨١.
(٢) زيادة من (أ).
(٣) البغوي المرجع السابق.
(٤) نقل في البحر لأبي حيان ٨ / ١٥٧.
(٥) لم أجده في كتب الحديث الصحاح وقد نقله البغوي في تفسيره ، المرجع السابق.