الصريحة (١). ويجاب : بأن «منّا» حينئذ ليس وصفا بل حال من «واحدا» قدّم عليه.
والثاني : أنه نصب على الحال من هاء «نتّبعه» (٢). وهو يخلص من الإعراب المتقدم ، إلا أنّ المرجع لكونه صفة قراءتهما مرفوعين : «أبشر منّا واحد نتّبعه» على ما سيأتي ، فهذا يرجّح كون «واحدا» نعتا «لبشر» لا حالا.
وقرأ أبو السّمّال فيما نقل الهذليّ (٣) والدّانيّ (٤) برفعهما (٥) على الابتداء ، و «واحد» صفته و «نتّبعه» خبره (٦).
وقرأ أبو السّمّال أيضا فيما نقل ابن خالويه (٧) ، وأبو الفضل وابن عطية (٨) : برفع «بشر» ونصب «واحدا» وفيه أوجه :
أحدها : أن يكون «أبشر» مبتدأ وخبره مضمر تقديره : أبشر منا يبعث إلينا أو يرسل.
وأما انتصاب «واحدا» ففيه وجهان :
أحدهما : أنه حال من الضمير المستتر في (منّا) لأنه وقع نعتا.
الثاني : أنه حال من هاء «نتّبعه» (٩). وهذا كله تخريج أبي الفضل الرّازيّ (١٠).
والثاني : أنه مرفوع بالابتداء أيضا ، والخبر «نتّبعه» و «واحدا» حال على الوجهين المذكورين آنفا.
الثالث : أنه مرفوع بفعل مضمر مبني للمفعول تقديره : أينبّأ بشر. و (منّا) نعت و (واحدا) حال أيضا على الوجهين المذكورين آنفا. وإليه ذهب ابن عطية (١١).
فصل
قال ابن الخطيب : والحكمة في تأخير الفعل في الظاهر أن البليغ يقدّم في الكلام ما يكون تعلق غرضه به أكثر والقوم كانوا يريدون بيان كونهم محقّين في ترك الاتّباع ، فلو
__________________
(١) ذكر كل هذا صاحب التبيان ١١٩٤ ، وقد ذكر القرطبي في الجامع ١٧ / ١٣٧ و ١٣٨ إعراب «واحدا» و «بشرا» بالنسبة للاشتغال والحال فقط. ولم يذكر في «واحدا» جواز كونه نعتا.
(٢) التبيان السابق.
(٣) صاحب القراءات الخمسين.
(٤) وهو أبو عمرو الداني وقد مرّ ترجمته.
(٥) وهي شاذة وانظر المحتسب ٢ / ٢٩٨ و ٢٩٩ والبحر ٨ / ١٧٩.
(٦) البحر المحيط السابق.
(٧) قال في المختصر : «أبشر منا من غير تنوين أبو السّمّال». ١٤٧ و ١٤٨ ولم يذكر غير هذا.
(٨) البحر المرجع السابق أيضا.
(٩) قال بوجهي النصب في «واحدا» أيضا ابن جني في المحتسب ٢ / ٢٩٨ و ٢٩٩.
(١٠) البحر المحيط المرجع السابق.
(١١) البحر أيضا السابق وهو اختيار أبي الفتح في محتسبه ٢ / ٢٩٩.